أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السبعـــــــون بعد المائتـــــان في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر
نبذة عن الصوت
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
السبعون بعد المائتين في موضوع (المقدم المؤخر) وهي بعنوان:
*( المقدم ) : الإنسان مسير ومخير في وقت واحد :
كلكم يعلم أن الإنسان مسير ومخير في وقت معاً ، مسير في أمه وأبيه ، مسير في كونه ذكراً أو أنثى ، مسير في مكان ولادته ، مسير في زمان ولادته ، مسير في قدراته ، في شكله ، في قوامه ، في قدراته العامة ، لكن العلماء أجمعوا على أن هذا الذي سُير في الإنسان لصالحه ، وليس في الإمكان أبدع مما كان ، أو ليس في إمكاني أبدع مما أعطاني .
هذا " المقدم " الكوني ، قدمك بالوسامة، قدمك بالذكاء ،قدمك بالفصاحة، قدمك بالقدرات العامة، هو " المقدم " لحكمة بالغةٍ بالغة حينما تكشف يذوب الإنسان شكراً لله على ما أقامه .
انطلاقاً من مقولة رائعة قالها ابن عطاء الله السكندري : ربما أعطاك
فمنعك وربما منعك فأعطاك ، وإذا كشف لك الحكمة في المنع عاد المنع
عين العطاء فأنت تتمتع بخصائص ، بأشياء أنت فيها مقدم ، من الذي قدمك ؟ " المقدم " في أشياء أنت فيها متأخر من الذي أخرك ؟ ولدت من أسرة فقيرة ، دخلك محدود ، هناك طفل ولد من أسرة غنية جداً دخله غير محدود .
فالله عز وجل مقدم ومؤخر ، قدمك في مجالات ، وأخرك في مجالات لحكمة بالغةٍ عرفها من عرفها وجهلها من جهلها .
توزيع الحظوظ في الدنيا توزيع ابتلاء وفي الآخرة توزيع جزاء :
الآن نستنبط أن الحظوظ حظ المال ، حظ الذكاء ، حظ الوسامة ، حظ القدرات العامة العالية ، أن الحظوظ موزعة في الدنيا توزيع ابتلاء .
" انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ " [الإسراء:21] .
وسوف توزع في الآخرة توزيع جزاء ، لذلك : " إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ " [الواقعة:1-3] الأشياء التي
تقدمت بها قدمك بها " المقدم " والأشياء التي تأخرت بها أخرك بها "
المقدم " لصالحك .فلذلك الكلمة الوحيدة التي يوم القيامة لجميع الخلائق:" وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " [يونس:10] .
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .