أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة التاسعة والستــون بعد المائتـــــان في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

التاسعة والستون بعد المائتين في موضوع (المقدم المؤخر) وهي بعنوان: *( المقدم المؤخر) . . مُنزل الأشياء منازلها :*تفاوت الخلق :

 وهو سبحانه قدم البعض وأخر البعض الآخر، فقد فاوت بين الخلق في الأرزاق والأخلاق والمحاسن والمساوئ والأشكال، والألوان، وله الحكمة في ذلك، قال تعالى: "وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم" (سورة الأنعام الآية 165) .

يخبر الله تعالى بأنه ما يؤخر يوم القيامة إلا لأنه قد سبقت كلمة الله في وجود أناس معدودين من ذرية آدم، وضرب مدة معينة إذا انقطعت وتكامل وجود أولئك المقدر خروجهم قامت الساعة، ولهذا جعلها لمدة مؤقتة لا يقدم عليها ولا يتأخر، قال تعالى: "وما نؤخره إلا لأجل معدود" (سورة هود الآية 104) .

وجاء في الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أنه كان يدعو بهذا الدعاء: "اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، ومن أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير" (أخرجه البخاري) .

*خصائص الاسمين :

يختص هذان الاسمان بخصائص عدة: الأولى: أن المقدم هو المعطي لعوالي الرتب، والمؤخر هو الدافع عن عوالي الرتب .

الثانية: أن المقدم والمؤخر هو الذي يقدم من يشاء، ويؤخر من يشاء عن بابه، وجنابه بقدرته وعلمه وحكمته .

الثالثة: أن المقدم والمؤخر هو المنزل للأشياء منازلها يقدم ما يشاء منها، ويؤخر ما شاء قدم المقادير قبل أن يخلق الخلق، وقدم من أحب من أوليائه على غيرهم من عبيده، ورفع الخلق بعضهم فوق بعض درجات، وقدم من شاء، وأخر الشيء عن حين توقعه لعلمه، بما في عواقبه من الحكمة لا مقدم لما أخر، ولا مؤخر لما قدم .

ويرى القشيري أن اسمي المقدم والمؤخر في حق الله سبحانه وتعالى معناهما تقديمه بعض الآجال على بعض، وتأخير بعضها عن بعض .

في الوقت أو في الرتبة . وقيل: المقدم والمؤخر هو الذي يقدم من يشاء ويؤخر من يشاء، على بابه وجنابه، بقدرته وعلمه وحكمته .

وقيل: هو المقدم والمؤخر لما شاء كما شاءت حكمته، المقدم الذي قدم الأبرار، والمؤخر الذي أخر الفجار، من قربه فقد قدمه، ومن أبعده فقد أخره .

[ الأنترنت – موقع صحيفة الخليج - ملحق الدين للحياة ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .