أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثامنة والستــون بعد المائتـــــان في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

الثامنة والستون بعد المائتين في موضوع (المقدم المؤخر) وهي بعنوان: *( المقدم المؤخر) . . مُنزل الأشياء منازلها :

قال تعالى: "ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر" (سورة القيامة الآية 13)، "المقدم" و"المؤخر" هما اسمان من أسماء الله الحسنى، ومعناهما أنه تعالى ينزل الأشياء منازلها، يقدم ما يشاء، ويؤخر ما يشاء، يقدم بعض الأشياء، ويؤخر بعضها، ويقدم الأسباب على مسبباتها، ويؤخر بعض الأمور عن بعض قدم خلق السماوات على الأرض، ثم قدر فيها أقواتها، ثم خلق الإنسان، ورفع بعضهم على بعض في الدرجات، ويقدم من يشاء من عباده، ويؤخر ما شاء، ومن شاء، فقدم أولياءه بحب الطاعات، وأخر أعداءه بحب الشهوات، قدم العلماء على الجهلاء، وجعلهم نجوم الاهتداء، يقدم المؤمنين، ويهبهم هداه، ويؤخر المشركين والعصاة .

*رحمة الله بأوليائه :

ويقول الدكتور أحمد عبده عوض في موسوعة "أسماء الله الحسنى": لكل أمة أجل، فإذا جاء ميقاتهم المقدر لهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون قال تعالى: "ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" (سورة الأعراف الآية 34) .

فإذا جاء الموت لا يؤخر بعذاب كان أو بغير عذاب، أي: أن أجل الله إذا جاءكم لم يؤخر: "يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون" (سورة نوح الآية 4) .

وقد قدم الله تعالى أولياءه بالرحمة، فكما أحسنوا بتقديم العمل في الدنيا أحسن الله مآبهم وثوابهم ونجاهم من العذاب، وحصل لهم جزيل الثواب في الآخرة، قال تعالى: "إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون" (سورة الأنبياء الآية 101) .

وحق القول من الله العلي القدير: "لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين" (سورة السجدة الآية 13)، فقد تقدمت مشيئته تعالى في علمه الأزلي الأبدي بمن هم داخلون جهنم نعوذ بالله وكلماته التامة من ذلك، قال تعالى: "ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين" (سورة السجدة الآية 13) .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .