أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السابعة والستــون بعد المائتـــــان في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

السابعة والستون بعد المائتين في موضوع (المقدم المؤخر) وهي بعنوان:

   * الدعاء بعد التشهد الأخير قبل السلام "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت..." :

وقد ورد في حديثٍ سرد الأسماء الحسنى، ونحن عرفنا في مقدّمة الكلام على الأسماء الحسنى أنَّ الحديثَ في أصله ثابتٌ، لا مطعنَ فيه، ولكن سرد الأسماء لا يصحّ في جميع رواياته: عند الترمذي من طريق الوليد بن مسلم، وابن حبان، وابن خُزيمة، والطَّبراني، والبيهقي، ورد هذان الاسمان، مع أنَّهما لم يردا في بعض طرق الحديث التي في سرد الأسماء.

وذكرتُ لكم الرِّوايات من قبل في مُقدِّمات الأسماء الحسنى، لكن ممن عدَّهما من الأسماء الحسنى -كما قلتُ-: الخطَّابي، كذلك الحليمي والبيهقي؛ لأنَّ البيهقي أصلاً ضمّن كتاب الحليمي "المنهاج في شعب الإيمان" المطبوع في ثلاث مجلدات، ضمّنه في كتابه الكبير "الجامع لشُعب الإيمان"، وكذلك أيضًا ابن حزم، وابن العربي، والقرطبي، والحافظ ابن القيم، ومن

 المعاصرين: الشيخ محمد الصَّالح العُثيمين،والشيخ سعيد بن وهف القحطاني.

وكنتُ ذكرتُ لكم من قبل: أنَّ الشيخ سعيد بن وهف في هذا الكتاب قرأ الأسماء -وليس الشّرح- على سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه

الله-، فهذه مزيّة مهمّة في الكتاب؛ يعني: أنَّ الأسماء المذكورة فيه قُرئت على سماحة الشيخ، وأقرَّها.

وممن ذكره أيضًا: صديق حسن خان -رحم الله الجميع-، مع أنَّ بعضَهم لم

يذكر ذلك في جملة الأسماء، وقد ذكرنا في الضَّوابط أشياء تتصل بعدد الأسماء.

لا إله إلا أنت يعني: لا معبودَ سواك، شيخ الإسلام -رحمه الله- يقول هنا: قدَّم الدُّعاء في هذا الحديث، وختمه بالتوحيد. ويُعلل ذلك بأنَّ الدُّعاء مأمورٌ به في آخر الصَّلاة، وأنَّه خُتم بالتوحيد ليختم الصَّلاة بأفضل الأمرين؛ وهو التوحيد، يعني: أفضل من ختمها بمجرد الدُّعاء، وإلا لو لم يقصد ختمها بالتوحيد لكان تقديم التوحيد على الدُّعاء أولى، كما ذكرنا في شرح عددٍ من الأحاديث السَّابقة.

والحافظ ابن القيم -رحمه الله- في "جلاء الأفهام" يذكر أنَّه لو قيل:

 "اغفر لي كلّ ما صنعتُ" يعني: لاحظ هذه التَّفاصيل المذكورة: "ما قدَّمتُ، وما أخَّرتُ، وما أسررتُ، وما أعلنتُ"، هذه تفاصيل، فلو قال: "اغفر لي كلَّ ما صنعتُ، اغفر لي كلَّ ذنبٍ"؛ لأتى على هذا كلِّه، فلماذا ذكر هذه التَّفاصيل، ولم يُجمل ذلك بعبارةٍ واحدةٍ؟

علل هذا بأنَّ ألفاظَ الحديث هنا جاءت في مقام الدُّعاء والتَّضرع إلى الله -تبارك وتعالى-، وإظهار العبودية والافتقار، واستحضار الأنواع التي يتوب العبدُ منها تفصيلاً أحسن وأبلغ من الإيجاز والاختصار، هنا مقام

 تذللٍ، وخضوعٍ، واعترافٍ؛ فيكون ذلك التَّفصيل أولى.

 [الأنترنت – موقع د خالد السبت -  الدعاء بعد التشهد الأخير قبل السلام "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت..."]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .