أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الستــــــــون بعد المائتـــــان في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

الستون بعد المائتين في موضوع (المقدم المؤخر) وهي بعنوان:  * تعظيم اسمي الله [المقدم]، [المؤخر] :

ذكر هذين الاسمين معًا فيه أدب وزيادة وحسن، لأن الكمال في اقترانهما كما قيل ذلك في (القابض والباسط)،

ولم يرد ذكر هذين الاسمين الكريمين في القرآن الكريم ، وإنما وردا في حديث صحيح؛ في دعائه  في استفتاحه لصلاة التهجد

( اللَّهم لك أسلمت وبك آمنت، وعليك توكلت وإليك أنبت، وبك خاصمت وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخَّرت وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت - أو- لا إله غيرك).

حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في وصفه لصلاة النبي ما يقول بين التشهد والتسليم: (اللَّهم اغفرلي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت)"

المعنى في حق الله تعالى : وقال النووي رحمه الله تعالى: "يقدم من يشاء من خلقه إلى رحمته بتوفيقه، ويؤخر من يشاء عن ذلك لخذلانه".

قال الشيخ السعدي رحمه الله:"المقدم والمؤخر من أسمائه الحسنى

 المزدوجة المتقابلة التي لا يطلق واحد بمفرده على الله إلا مقرونًا بالآخر،

فإن الكمال من اجتماعهما فهو تعالى المقدم لمن شاء، والمؤخر لمن شاء بحكمته.

وهذا التقديم يكون كونيًا كتقديم بعض المخلوقات على بعض، وتأخير بعضها على بعض، وكتقديم الأسباب على مسبباتها والشروط على مشروطاتها وأنواع التقديم والتأخير في الخلق، والتقدير بحر لا ساحل له.

يكون شرعيًا :كما فضل الأنبياء على الخلق، وفضل بعضهم على بعض، وفضل بعض عباده على بعض وكل هذا تبع لحكمته.

   وهذان الوصفان وما أشبههما من الصفات الذاتية لكونهما قائمين بالله، والله متصف بهما،ومن صفات الأفعال لأن التقديم والتأخير متعلق بالمخلوقات ذواتها،وأفعالها، ومعانيها، وأوصافها، وهي ناشئة عن إرادة الله وقدرته"

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .