أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة التاسعة والخمسـون بعد المائتـــــان في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

التاسعة والخمسون بعد المائتين في موضوع (المقدم المؤخر) وهي بعنوان:

*آثار الإيمان باسميه سبحانه (المقدم، المؤخر) :

ثالثًا: الإيمان بحكمته سبحانه البالغة في تقديم ما قدم وتأخير ما أخَّر، وأن أي أمر قدَّم أو أخَّر فإنما هو بعلم الله تعالى وإرادته وحكمته البالغة، وهذا يشمل كل شيء قدم أو فضل على غيره، أو أخر عنه، ومن ذلك تقديم الآجال وتأخيرها، وتقديم أو تفضيل بعض الأزمنة والأمكنة على بعضها أو تقديم بعض خلقه وتفضيلهم على بعض، أو تقديم إيجاد شيء على شيء آخر، أو تقديم عقوبة أقوام وتأخير آخرين.

وكذلك فيما يحصل للمؤمن من تقديم أمر لا يحب تقديمه أو تأخير أمر يكره تأخيره، فإن مقتضى هذين الاسمين الكريمين ومقتضى حكمته سبحانه يجعل المؤمن يرضى ويسلم ويعتقد بأن الخيرة فيما اختاره الله له من تقديم أو تأخير، وقد يكون في ذلك الرحمة واللطف وهو لا يشعر.

رابعًا: تقديم من قدَّمه الله - عز وجل - وتأخير من أخَّره سبحانه، وذلك بأن يكون ميزان التقديم والتأخير، والحب والبغض، والولاء والبراء هو

ميزان الله - عز وجل - في ذلك كله، لا كما يزن به أكثر الناس اليوم، حيث يقدِّمون أهل الجاه والمال والرئاسات وغيرها من أعراض الدنيا على

غيرهم من أهل الدين والتقوى وهذا يخالف ميزان الله - عز وجل - في التقديم والتأخير قال الله - عز وجل -:

أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا

الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ [الجاثية : 21]

، ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام يسيرون بهذا الميزان في تقديم الرجال والمواقف وغيرها.

«جاء في سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن سهيل بن عمرو بن الحارث ابن هشام وأبا سفيان بن حرب رضي الله عنهما وجماعة من كبراء قريش من الطلقاء استأذنوا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأذن قبلهم لصهيب وبلال لأنهما كانا من السابقين إلى الإسلام ومن أهل بدر، فوجد أبو سفيان في نفسه. وقال بانفعال: لم أر كاليوم قط. يأذن لهؤلاء العبيد ويتركنا على بابه! فيقول له صاحبه وقد استقرت في حسه حقيقة الإسلام: أيها القوم إني والله أرى في وجوهكم، إن كنتم غضابًا فاغضبوا على أنفسكم، دعي القوم إلى الإسلام ودعيتم فأسرعوا وأبطأتم فكيف إذا دعوا يوم القيامة وتركتم؟».

«ويفرض عمر رضي الله عنه لأسامة بن زيد أكبر مما يفرض لعبد الله بن عمر حتى إذا سأله عبد الله عن سر ذلك قال له: يا بني كان زيد

 أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك، وكان أسامة رضي الله عنه  أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، فآثرت حب رسول الله صلى الله عليه وسلم على حبي».

[ الأنترنت – موقع  آثار الإيمان باسميه سبحانه (المقدم، المؤخر) ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .