أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السابعة والخمسـون بعد المائتـــــان في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر
نبذة عن الصوت
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
السابعة والخمسون بعد المائتين في موضوع (المقدم المؤخر) وهي بعنوان:
* ما السر في تقدم وتأخر بعض الأقدار؟ : إذا تساءلت يوماً :
لماذا حصل هذا القدر وفي هذا التوقيت ؟
- يتقدم فلان صاحبك في مقاعد الدراسة ويتخرج ، وأنت تتأخر عن التخرج ؟
- يتزوج فلان الأصغر منك سنا و أنت ، لم تتزوج بعد ؟
- تذهب لقضاء معاملة فتتقدم على من معك ، وتتأخر أوراقهم ؟
- تبدأ العلاج فتستجيب له وتتقدم في الشفاء ، وهم يتأخر شفاؤهم ؟
- يتقدم الأصغر منك سناً في العلم ، وتتقدم أنت في التجارة و المال ؟
الإجابة : لأن الله هو المقدم والمؤخر ، قدم المقادير كلها وكتبها في اللوح المحفوظ ، هو الذي يقدمك في أشياء ، و يؤخرك عن أشياء لحكم عظيمة تخفى عنك ، ثق أن التقديم و التأخير يحمل في طياته الحكم العظيمة ، التي قد تعجز الجبال عن حملها..!
لذلك لا تحزن و لا تيأس إن تأخر رزقك ، فالله قد يكون أخر الرزق ، لكنه قدم لك نعم عظيمة لا تعد و لا تحصى.
إن سنة التقديم و التأخير، هي أقدار مكتوبة ولا مهرب منها ، وهذا
التأخر الذي يقض مضجعك يخفي في داخله ، ألطاف لاتعد ولاتحصى .
تأمل في حياتك وتأخيراتك وتقديماتك ،وتيقن أن الأمر به الحكمة الخير،فلان يصلح له التأخر في الدراسة وفلان لا يصلح له إلا التقدم والسبق !
فلان يصلح له التأخر في الزواج و فلان لا يصلح له ، إلا التقدم في الزواج ، فلانة يصلح لها التأخير في الإنجاب ، و فلانة لا يصلح لها إلا السبق في الإنجاب .
ليس التأخر المؤلم هو تأخر الرزق، بل الأشد إيلاماً تأخر العبد في
سيره إلى الله ، الله عزوجل رفع الخلق بعضهم على بعض ، و نرى فلان متقدم في العلم ، وآخر متقدم في الصيام ، وفلان متقدم في القرآن ؛ فمن الذي قدمهم ؟
الله جل في علاه المقدم ، وماقدمهم إلا لعلمه أنه يستحقوا هذا التقديم .
يقول النووي في شرح مسلم : (يقدم من يشاء من خلقه إلى رحمته بتوفيقه ، ويؤخر من يشاء عن ذلك لخذلانه )
حينما يقدمك الله للطاعة و لما يحب ؛ فهذا من توفيقه ، و حينما يؤخرك فهذا من الخذلان ، ونعوذ بالله من الخذلان
ضع هذين الاسمين نصب قلبك وعقلك ، عالج بهما مشاعرك و أفكارك ، عندما يهمك التقديم والتأخير .. ذكر نفسك بها كثيراً
[ الأنترنت – موقع المشكاة - ما السر في تقدم وتأخر بعض الأقدار؟ - بنت الشيوخ ]
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .