أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثانية والخمسـون بعد المائتـــــان في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

الثانية والخمسون بعد المائتين في موضوع (المقدم المؤخر) وهي بعنوان:

* حول عصمة الأنبياء ، وتفسير قوله تعالى :" ليغفر لك الله ما تقدم

 من ذنبك وما تأخر ": وقال شيخ الإسلام ابن تمية في "المستدرك على

 الفتاوى" (1/208) :"اتفق الأئمة على أنه - صلى الله عليه وسلم - معصوم فيما يبلغه عن ربه ، وقد اتفقوا على أنه لا يقر على الخطأ في ذلك ، وكذلك لا يقر على الذنوب لا صغائرها ولا كبائرها.

ولكن تنازعوا: هل يقع من الأنبياء بعض الصغائر مع التوبة منها ، أو لا يقع بحال؟ فقال بعض متكلمي [أهل] الحديث، وكثير من المتكلمين من الشيعة والمعتزلة: لا تقع منهم الصغيرة بحال ، وزاد الشيعة حتى قالوا: لا يقع منهم لا خطأ، ولا غير خطأ.

وأما السلف وجمهور أهل الفقه والحديث والتفسير، وجمهور متكلمي أهل الحديث من الأشعرية وغيرهم: فلم يمنعوا وقوع الصغيرة ، إذا كان مع التوبة، كما دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة؛ فإن الله يحب التوابين.

وإذا ابتُلِيَ بعضُ الأكابر بما يتوب منه ، فذاك لكمال النهاية، لا لنقص البداية ، كما قال بعضهم: لو لم تكن التوبة أحب الأشياء إليه ، لما ابتلى بالذنب أكرم الخلق عليه.

وأيضا: فالحسنات تتنوع بحسب المقامات ، كما يقال: حسنات الأبرار

سيئات المقربين.

فمن فهم ما تمحوه التوبة، وما ترفع صاحبها إليه من الدرجات، وما يتفاوت الناس فيه من الحسنات والسيئات: زالت عنه الشبه في هذا الباب، وأقر الكتاب والسنة على ما فيهما من الهدى والصواب " انتهى .

ثالثا : لم نفهم معنى لأسفك ، أيها السائل الكريم ، على أنك لم تجد أحدا من العلماء ذكر هذه الذنوب التي غفرت للنبي صلى الله عليه وسلم!

وأي حاجة لك في معرفة ذلك، على التفصيل، يا عبد الله ؟!

إنما حاجتك العظيمة إلى معرفة ذنبك أنت، وما جنت يداك. ثم تتعلم كيف تتأسى بأنبياء الله ، والصالحين من عباده ، في عظيم توبتهم ، وإنابتهم إلى ربهم ، ولزوم استغفاره، والفرار إليه ، والشفقة من التقصير في حقه ؛ وأما أن تجعل همك، وشغلك، وأسفك أيضا على معرفة ذنوب الأنبياء ؛ فتلك سلعة البطالة ، وتكلف ما لا منفعة فيه ، بل فيه المضرة على قلب الضعيف المسكين،مع تضييع الأيام والليالي في غيرما أمربه .

فيكفينا في هذه المسألة أن نعرف الأصل العام : أن الله تعالى غفر لنبينا

ولجميع الأنبياء ما وقعوا فيه من صغائر ، وأن نعرف كيف نتأسى بالأنبياء في التوبة ، والاستغفار ، والإنابة إلى الغفور الرحيم ؛ ثم بعد ذلك ننشغل بما هو مطلوب منا ، وأنفع لنا . والله أعلم .

[الأنترنت – موقع الإسلام سؤال وجواب - حول عصمة الأنبياء ، وتفسير قوله تعالى :" ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .