أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السابعة والأربعـون بعد المائتـــــان في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

السابعة والأربعون بعد المائتين في موضوع (المقدم المؤخر) وهي بعنوان:

*ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر :

والتقدم والتأخر من الأحوال النسبية للموجودات الحقيقية أو الاعتبارية يقال : تقدم السائر في سيره على الركب ، ويقال : تقدم نزول سورة كذا على سورة كذا ولذلك يكثر الاحتياج إلى بيان ما كان بينهما تقدم وتأخر بذكر متعلق بفعل تقدم وتأخّر .

وقد يترك ذلك اعتماداً على القرينة ، وقد يقطع النظر على اعتبار متعلِّق فيُنزَّل الفعل منزلة الأفعال غير النسبية لقصد التعميم في المتعلقات وأكثر ذلك إذا جمع بين الفعلين كقوله هنا { ما تقدم من ذنبك وما تأخر } [ الفتح : 2 ] . والمراد ب { ما تقدم } : تعميم المغفرة للذنب كقوله : { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم } [ البقرة : 255 ] ، فلا يقتضي ذلك أنه فرط منه ذنب أو أنه سيقع منه ذنب وإنما المقصود أنه تعالى رَفَعَ قَدره رفعَة عدم المؤاخذة بذنب لو قُدر صدوره منه وقد مضى شيء من بيان

معنى الذنب عند قوله تعالى :{واستغفر لذنبك } في سورة القتال ( 55 ( .

وإنما أسند فعل {ليغفر } إلى اسم الجلالة العلَم وكان مقتضى الظاهر أن يسند إلى الضمير المستتر قصداً للتنويه بهذه المغفرة لأن الاسم الظاهر أنفذ في السمع وأجلب للتنبيه وذلك للاهتمام بالمسند وبمتعلقه لأن هذا الخبر أُنف لم يكن للرسول صلى الله عليه وسلم علم به ولذلك لم يبرز الفاعل في { ويُتمّ نعمته عليك ويهديك } لأن إنعام الله عليه معلوم وهدايته معلومة وإنما أخبر بازديادهما .

وإتمام النعمة : إعطاء ما لم يكن أعطاه إياه من أنواع النعمة مثل إسلام قريش وخلاص بلاد الحجاز كلّها للدخول تحت حكمه ، وخضوع من عانده وحاربه ، وهذا ينظر إلى قوله تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي } [ المائدة : 3 ] فذلك ما وعد به الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الآية وحصل بعد سنين .

ومعنى { ويهديك صراطاً مستقيماً } : يزيدك هديا لم يسبق وذلك بالتوسيع في بيان الشريعة والتعريف بما لم يسبق تعريفه به منها ، فالهداية إلى الصراط المستقيم ثابتة للنبيء صلى الله عليه وسلم من وقت بعثته ولكنها تزداد بزيادة بيان الشريعة وبسعة بلاد الإسلام وكثرة المسلمين مما يدعو إلى سلوك طرائق كثيرة في إرشادهم وسياستهم وحماية أوطانهم ودفع أعدائهم ، فهذه الهداية متجمعة من الثبات على ما سبق هديُه إليه ، ومن الهداية إلى ما لم يسبق إليه وكل ذلك من الهداية . والصراط المستقيم : مستعار للدين الحق كما تقدم في سورة الفاتحة . وتنوين { صراطاً } للتعظيم . وانتصب { صراطاً } على أنه مفعول ثان ل { يهدي } بتضمين معنى الإعطاء ،

 أو بنزع الخافض كما تقدّم في الفاتحة .

والنصر العزيز : غير نصر الفتح المذكور لأنه جعل علة الفتح فهو ما كان من فتح مكة وما عقبه من دخول قبائل العرب في الإسلام بدون قتال .

وبعثهم الوفود إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليتلقوا أحكام الإسلام ويُعلموا أقوامهم إذا رجعوا إليهم . ووصف النصر بالعزيز مجاز عقلي وإنما العزيز هو النبي صلى الله عليه وسلم المنصور ، أو أريد بالعزيز المعز كالسميع في قول عمرو بن معد يكرب :آمِنْ ريحانة الداعي السميع ... أي المسمع ، وكالحكيم على أحد

تأويلين . والعزة : المنعة .[ الأنترنت – موقع  الآيات: { لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنۢبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ...}]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .