أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة التاسعة والثلاثـون بعد المائتـــــان في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

التاسعة والثلاثون بعد المائتين في موضوع (المقدم المؤخر) وهي بعنوان:

* نماذج من استغفاره صلى الله عليه وسلم :* ثمار الاستغفار  :                    

- كان الصحابة رضي الله عنهم يرمقون عبادته صلى الله عليه وآله وسلم وأحواله حِرْصًا على اتباع هديه الذي هو خير الهدي، فكانوا يحصون له في مجالسه كثرة استغفاره ويعدونه، ( يعني هذه ثبتت بالأوامر النبوية أن تستغفر مائة مرة، لا... الصحابة كانوا يجلسون ويراقبون النبي صلى الله عليه وسلم ويعدوا يدعو الدعاء كم مرة من شدة حرصهم على ضبط ذلك وإحصائه ولكي ينقلوها إلى الأجيال التي تأتي فيما بعد كي يقتدوا به صلى الله عليه وسلم )، يقول أبو هريرة رضي الله عنه: "ما رأيت أحدا أكثر من أن يقول: أستغفر الله وأتوب إليه، من

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "إِنْ كُنَّا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس يقول: "ربِ اغفر لي وتب عليَّ إنك أنت التواب الرحيم مائة مرة."

- يقول الإمام أبو حاتم -رحمه الله تعالى- : "كان المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يستغفر ربه جل وعلا في الأحوال على حسب ما وصفناه، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولاستغفاره صلى الله عليه وسلم معنيان: الأول: أن الله جل وعلا بعثه مُعَلِّما لخلقه قولا وفعلا، فكان يعلم أمته الاستغفار والدوام عليه، لِمَا عَلِم من مقارفتها المآثم في الأحايين باستعمال الاستغفار، (كي تقتدي الأمة به في ذلك لأن الأمة غير معصومة فسيقع المسلمون في ذنوب،

فبالتالي هو يعلمهم كيف تُمحى هذه الذنوب بالاستغفار) .

المعنى الثاني الذي يكمن وراء استغفار النبي صلى الله عليه وسلم: ( أن استغفاره لأنه معصوم لم يكن عن معصية ) وإنما كان استغفاره لنفسه عن تقصير الطاعات وليس تقصير الذنوب، لأن الله جل وعلا عصمه من بين خلقه، واستجاب له دعاءه على شيطانه حتى أسلم، وذلك أن من خُلُق المصطفى صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى بطاعة لله عز وجل داوم عليها ولم يقطعها، فربما شُغِلَ بطاعة عن طاعة حتى فاتته إحداهما، كما شُغِل صلى الله عليه وسلم عن الركعتين اللتين بعد الظهر بوفد تميم، حيث كان يَقْسِم فيهم ويحملهم حتى فاتته الركعتان اللتان بعد الظهر ( وهذه أيضا عبادة لكنها شغلته عن الركعتين بعد صلاة الظهر ) ، فصلاهما بعد العصر، ثم داوم عليهما في ذلك الوقت فيما بعد ( لأن عمله كان ديمة كان يداوم على الشيء إذا عمل شيئ أثبته ولا يقطعه صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فكان استغفار النبي صلى الله عليه وسلم لتقصير طاعة إن أخرها عن وقتها من النوافل؛ لاشتغاله بمثلها من الطاعات التي كان في ذلك الوقت أَوْلَى من تلك التي كان يواظب عليها، لا أنه صلى الله عليه وسلم كان يستغفر من ذنوب يرتكبها."

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .