أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السادسة والثلاثـون بعد المائتـــــان في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

السادسة والثلاثون بعد المائتين في موضوع (المقدم المؤخر) وهي بعنوان:

* نماذج من استغفاره صلى الله عليه وسلم :* ثمار الاستغفار  :

- فيما يتعلق بصيغ الاستغفار إذا وردت صيغة الاستغفار مقيدة بوظيفة معينة أو وقت معين فالأصل الإنسان يأتي بها في وقتها وبصيغتها، لكن هذا لا يمنع أن في وقت من الأوقات بوقت الدعاء المطلق وليس الموظف أن تدعو بنفس هذه الصيغة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فليدعو به".

- أيضا مما يتعلق بصيغة الاستغفار أن نقول مع أن العبد مأمور في جميع

ما يريد أن يفعله بأن يعلقه بمشيئة الله تبارك وتعالى {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ

إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا * إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف:23-24]

 العبد يُطلَبُ منه الاستثناء فيما يريد أن يفعله في المستقبل، لكن في باب الدعاء والاستغفار يُكرَه الاستثناء، لا تقل: "اللهم اغفر لي إن شئت" ( الناس يدعو بعضهم لبعض ربنا يكرمك إن شاء الله ) لماذا تقول إن شاء الله؟! هذا يُكرَه في الدعاء أن تعلقه على المشيئة، فلقلة الفقه أن تُعَلِّق الدعاء على المشيئة، لكن يُكلَف الداعي إذا سَأل الله عز وجل أن يَعْزِم في المسألة بالجد فيها وأن يوقن في قلبه أن الله سيستجيب دعاءه ويحسن الظن بالله تبارك وتعالى، فيجزم بوقوع مطلوبه بحسن الظن في الله عز وجل، والثقة فيه أنه يجيب دعوته.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ، ولا يقولن : اللهم إن شئت فأعطني ، فإنه لا مستكره له" ( يعني أنت إذا طلبت من واحدٍ شيء، خدمة معينة أو يعمل لك خدمة معينة أنت تقول له: إن شاء الله، أو لا نريد أن نُثقل عليك وأعلم أن هذا الموضوع يمكن يرهقك، يُثقله، فأنت تقول له إن شئت افعل كذا لا أريد أن أضغط عليك أو

أصعب الأمر عليك) فهل هناك أحد يُكْره الله على شيء يريد أن يفعله ؟

لا مستكره لله، وبالتالي لا يليق بالعبد إذا دعا الله سبحانه وتعالى أن يقول: "اللهم اغفر لي إن شئت" لكن تقول: "اللهم اغفر لي" وأنت شديد حسن الظن بالله أنه سوف يستجيب دعاءك، فهذا من أسباب إجابة الدعاء اليقين بالدعاء وحسن الظن بالله تبارك وتعالى.

وفي بعض الروايات: "إذا دعا أحدكم فليعزم ( عزيمة ) المسألة، وليُعظِم الرغبة ( أي يطمع في رحمة الله ) "، "إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس"، اسأله رفقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، فالله عز وجل قادر على أن بكرمه أن يستجيب لك هذا الدعاء .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .