أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السابعة عشرة بعد المائتـــــان في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السابعة

عشرة بعد المائتين في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان : 

*{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا،لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ }

:* (فائدة) : قوله تعالى: ﴿إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ وهو الفتح الذي فتح الله له أثابه الله عليه بأربعة أشياء:

مغفرة ما تقدم من ذنبه وما تأخر. وإتمام نعمته عليه. وهدايته صراطا مستقيما. ونصر الله له نصرا عزيزا.

وبهذا يقع جواب السؤال الذي أورده بعضهم هاهنا فقال كيف يكون حكم الله له بذلك علة لهذه الأمور الأربعة إذ يقول الله تعالى ﴿إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأخَّرَ﴾؟

وجوابه ما ذكرنا أن تسليمه لهذا الحكم والرضا به، والانقياد له، والدخول تحته أوجب له أن آتاه الله ذلك.

(مسألة) : فإن قيل: لم جاء [الصراط] منكرا في قوله لنبيه ﷺ: ﴿وَيَهْدِيَكَ صِراطًا مُسْتَقِيمًا﴾ وقوله تعالى: ﴿وَإنَّكَ لَتَهْدِي إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ وقوله تعالى: ﴿واجْتَبَيْناهم وهَدَيْناهم إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾

وقوله تعالى: ﴿قُلْ إنَّنِي هَدانِي رَبِّي إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾؟

فالجواب عن هذه المواضع بجواب واحد وهو أنها ليست في مقام الدعاء

والطلب، وإنما هي في مقام الإخبار من الله تعالى عن هدايته إلى صراط مستقيم، وهداية رسوله إليه، ولم يكن للمخاطبين عهد به ولم يكن معروفا لهم فلم يجئ معرفا بلام العهد المشيرة إلى معروف في ذهن المخاطب قائم في خلده، ولا تقدمه في اللفظ معهود تكون اللام معروفة إليه.

وإنما تأتي لام العهد في أحد هذين الموضعين أعني أن يكون لها معهود ذهني أو ذكر لفظي، وإذ لا واحد منهما في هذه المواضع فالتنكير هو الأصل.

وهذا بخلاف قوله ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ فإنه لما تقرر عند

المخاطبين أن لله صراطا مستقيما هدي إليه أنبياءه ورسله وكان المخاطب سبحانه المسئول من هدايته عالما به دخلت اللام عليه فقال: ﴿اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ﴾

وقال السهيلي: إن قوله تعالى: ﴿وَيَهْدِيَكَ صِراطًا مُسْتَقِيمًا﴾ نزلت في صلح الحديبية وكان المسلمون قد كرهوا ذلك الصلح ورأوا أن الرأي خلافه وكان الله تعالى عما يقولون ورسوله ﷺ أعلم فأنزل الله على رسوله ﷺ هذه الآية فلم يرد صراطا مستقيما في الدين وإنما أراد صراطا في الرأي والحرب والمكيدة وقوله تبارك وتعالى: ﴿وَإنَّكَ لَتَهْدِي إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ أي تهدي من الكفر والضلال إلى صراط مستقيم.

ولو قال في هذا الموطن إلى الصراط المستقيم لجعل للكفر وللضلال حظا من الاستقامة إذ الألف واللام تنبئ أن ما دخلت عليه من الأسماء [الموصوفة] أحق بذلك المعنى مما تلاه في الذكر، أو ما قرب به في الوهم، ولا يكون أحق به إلا أن يكون في الآخر طرف منه.وغير خاف ما في هذين الجوابين من الضعف والوهن.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .