أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثانية عشرة بعد المائتـــــان في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية

عشرة بعد المائتين في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان : 

*{يُنبّأ الإنسان يومئذٍ بما قدّم وأخّر} :

وقال النابلسي عن الآية   :﴿ يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13)﴾(سورة القيامة ) } :

 الآية لها عدة معان: 1 ـ بما أسلف الإنسان من عمل سيئ أو صالح:

﴿ بِمَا قَدَّمَ ﴾ أي بما أسلف من عملٍ سيئ أو صالح، أو﴿َأَخَّرَ (13)﴾

 ترك من عملٍ سيئٍ أو صالح، العمل السيئ الذي لم يفعله أَخَّر، كل شيء فعله قَدَّم، بما قَدَّم أي بما فعل، وأَخَّر بما لم يفعل، والإنسان أمام شيئين أمام موقف تفعل أولا تفعل، إنسان طلب منك تعطي أو لا تعطي، أَذَّن المؤذِّن تُصَلِّي أو لا تصلي، شخص استعان بك بشيء تساعده أو لا تساعده، امرأةً بالطريق مَرَّت تنظر أو لا تنظر.

2 ـ عرض شريط أعمال الإنسان من أوله إلى آخره:

 بما قَدَّمَ يُنَبَّأ بأوَّل عمله، وأَخَّر بآخر عمله، كيف بدأ ؟ وكيف انتهى ؟ أي يعرض عليه شريط أعماله من أوله إلى نهايته دون أن يقتطع منه شيء.

3 ـ بما قدم من أمواله و بما آخر لورثته:

بما قَدَّمَ من أمواله في سبيل الله لنفسه، وبما أَخَّر لورثَتِه، قدم شيئاً أمامه، ومن قدم ماله أمامه سَرَّه اللحاق به، ودرهمٌ تنفقه في حياتك خيرٌ من مئة ألف درهمٍ يُنْفَقُ بعد مماتك، بما قَدَّم من مالٍ لآخرته وبما أخر من مالٍ لورثته، وأحياناً هؤلاء الورثة لا يحسنون إنفاق المال فينقونه إسرافاً وتبذيراً، والأب الذي تركه لهم ما ربَّاهم ولا وجههم إلى الله عزَّ وجل، فالهناء لكم والتبعة علي.

 شخص سأل شاباً بعد وفاة أبيه بأيام: إلى أين أنت ذاهب ؟ قال: أنا

ذاهبٌ لأشرب الخمر على روح والدي.

بما قدم من مالٍ لآخرته وبما أخر، وحينما قلت: درهمٌ تنفقه في حياتك خيرٌ من مئة ألف درهمٍ ينفق بعد مماتك، لأن مئات الوصايا لا تُنَفَّذ بعد موت الأب، الورثة يتَّخِذون أوهى الأسباب لعدم تنفيذ الوصية.

الأعمال الصالحة سبب نجاة الإنسان من النار:

 قال بعض العلماء: " يُنَبَّأ الإنسان يومئذٍ بما قدَّم من فرضٍ وما أخر من فرض "، أدَّى هذه الصلاة بوقتها أو أخرها، أدى الزكاة بوقتها أو أخرها، فعل شيئاً في الوقت المناسب أو أخره، أخره تهاوناً أو تقصيراً، وقال بعضهم: هذا الإنباء إما عند الموت وإما يوم القيامة، وكلاهما جائز، لذلك قال عليه الصلاة والسلام: دققوا في هذا الحديث:

(( إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ أَوْ بَيْتًا لابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ ))( سنن ابن ماجة: عن أبي هريرة )

 كل هذه الأعمال تلحقه في موته.

أعظم الأعمال ما يستمر بعد الموت: لذلك يوجد أعمال تنقطع عند الموت ويوجد أعمال تستمر بعد الموت، أعظم هذه الأعمال ما كان مستمراً بعد الموت.

( إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ: إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَه )(من صحيح مسلم: عن أبي هريرة )

(( عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ أَوْ بَيْتًا لابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ )(من صحيح مسلم: عن أبي هريرة ) كل هذه الأعمال تلحقه بعد موته.

بالمقابل إذا أنشأ ملهى ومات كل معصيةٍ تكون في هذه المَلْهى إلى أن تنتهي الدنيا في صحيفة الذي أنشأه، في الحديث الصحيح، يقول عليه الصلاة والسلام: ( مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ

 أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا ))(من سنن النسائي: عن المنذر بن جرير عن أبيه )

﴿ بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6) فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13)﴾

[ الأنترنت – الموقع  الرسمي للنابلسي ] :﴿ يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13)﴾(سورة القيامة )

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .