أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــــــــــة التاسعة بعد المائتـــــان في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة التاسعة بعد المائتين في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان : 

* المقدم والمؤخر -  خطبة جمعة :

ومن ذلك ما رواه أبو سعيد الخدري، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى في أصحابه تأخرًا فقال لهم: "تقدموا فأتموا بي، وليأتم بكم من بعدكم، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله" (مسلم)، وهذا واضح الدلالة على ما نقول؛ "لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله"؛ فهم يتأخرون لذا يؤخرهم المؤخر -عز وجل-.

وقد أعلن الله -عز وجل- هذي الحقيقة واضحة جلية فقال -عز من قائل-: (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ) [المدثر: 37]؛ أي: من يتقدم إلى الخير والطاعة فيقدِّمه المقدم -سبحانه- عنده، أو يتأخر عنهما فيؤخره المؤخر -عز وجل- بين خلقه ويوم القيامة، وفي آية أخرى يقول -تعالى-: (وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ) [الحجر: 24]؛ قال الحسن: "المستقدمون يعني في الطاعة والخير والمستأخرون يعني فيهما" (تفسير الخازن)، فمن يطلب التقدم نقدِّمه، ومن يسعى إلى التأخر نؤخِّره، فسبحان المقدم المؤخر. (انظر: زهرة التفاسير).

أيها المؤمنون: إن للعيش في ظلال اسم الله المؤخر بركاته وثمراته،  

 ومنها ما يلي:

أن يسعى العبد في نفي أسباب التأخير عنه، ويجهد في تحصيل أسباب التقديم، إذ الأمر كما قررنا، بل كما قرر القرآن: من أخذ بأسباب التقديم قدَّمناه، ومن انحط إلى أحوال التأخير أخَّرناه.

ومنها: أن يسلِّم المسلم فيما أخَّره الله -عز وجل- تأخيرًا كونيًا، فلا يحاول العبد تقديم ما أخَّره المؤخر -جل وعلا-، فالله -تعالى- قد أخَّر الأنثى عن الذكر، فقال -عز من قائل-: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى) [آل عمران: 36]، وقال: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) [النساء: 34]، فذلك تقديم وتأخيره الله الكونيان، فلا تسعى أنثى أن تتقدم -في المجالات المختصة بالرجل- على الرجال، فتكون لها القوامة مثلًا!

وكذا أخَّر الله -تعالى- الكافر والعاصي عن المسلم وعن الطائع، فلنقدم نحن من قدَّمهم الله؛ ولتكن مكانة المسلم والطائع في قلوبنا وحبنا لهما مقدَّمة على الكافر والعاصي، وقد روى عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تقولوا للمنافق سيد، فإنه إن يك سيدًا فقد أسخطتم ربكم -عز وجل-" (أبو داود)، فلننزل كلًا منزلته التي أنزله الله -تعالى- إياها[ الأنترنت – موقع ملتقى الخطباء – المقدم والمؤخر -  خطبة جمعة ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .