أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثالثة بعد المائتـــــان في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثالثة بعد المائتين في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان : 

*لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله :

قال أبو داود (صاحب السنن) عن إبراهيم بن ميمون المروزي - أحد الدعاة المحدِّثين الثِّقَات، وكانت مهنته الصياغة وطرق الذهب والفضة –

: "كان إبراهيم الصائغ رجلًا صالحًا"، قال: "وكان إذا رفع المطرقة فسمع النداء سيَّبها"؛ فهذا الرجل الصالح لما كان حيَّ القلب، لم تمنَعْه مهنتُه من

المسارعة إلى فعل الخيرات، فكان إذا سمع المؤذِّنَ ترَكَ عمله على الفور، فأين نحن من أمثال هؤلاء؟

لقد أمَرَنا ربُّنا بالمسارعة للخيرات في عدَّة مواضعَ من القرآن، فقال: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران:133]. وقال: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الحديد: 21]. وقال: ﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَات ﴾ [البقرة: 148]. وقال: ﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً

 وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾ [المائدة:48].

فأين نحن من هذا الأمر الربانيِّ الذي استجاب له الأوَّلون؟ أم أين نحن من آخِر وصيةٍ لنبيِّنا التي قال عنها عليٌّ رضي الله عنه: كان آخر كلام

النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((الصلاةَ الصلاةَ، اتقوا اللهَ فيما مَلَكَت أيمانُكم))؛ صحيح أبي داود، وفي رواية:(اتقوا اللهَ في الصلاة وما ملكت أيمانكم))؛ الصحيحة،

فهل اتقينا الله حقَّ التقوى في الصلاة؟ وهل استجبنا لله ولرسوله إذا دعانا لما يُحْيينا؟

عن أبي هريرةَ رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لو يعلم الناس ما في النداء والصفِّ الأوَّل، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه، لاستهَموا،

 ولو يعلمون ما في التهجير، لاستبَقوا إليه، ولو يعلمون ما في العَتَمَة والصبح، لأتَوْهما ولو حَبْوًا))؛ رواه البخاري ومسلم، و(التهجير): هو التبكير إلى الصلاة.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .