أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثانية بعد المائتـــــان في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية بعد المائتين في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان : 

* الحكمة من التقديم والتأخير في القرآن الكريم :

(وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ) (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ) في السياق نفسه حين نتدبر في الآية (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ (151)) في سورة الأنعام في حين في سورة الإسراء (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31)) قدّم ضمير المخاطب إياكم على ضمير الغائب إياهم في آية سورة الأنعام لأن الخطاب للفقراء الواقعين في الفقر فعلًا فقال (نرزقكم وإياهم) فلا تخافوا حيت يأتي الأولاد سيكونون سبب رزق وتوسعة في الرزق لكم وأنتم فقراء، الفقر حاصل. لكن الآية في سورة الإسراء فكان الخطاب فيها للأغنياء وهم في غناهم يخشون على الغنى بسبب كثرة الأولاد أن يتحولوا إلى الفقر فقال (نرزقهم وإياكم) سيأتيهم رزقهم ولن ينقصوا من أموالكم التي أنتم عليها.

في الخطاب للفقراء يقول (يرزقكم) ليبثّ الطمأنينة فيهم بأن مجيء الأولاد إنما سيكون سبب خير لهؤلاء الفقراء ويتحول فقرهم إلى غنى وعندما

يكون الخطاب للأغنياء يقول (يرزقهم) لن يضروا غناكم الذي تخافون

عليه ونحن نبث الطمأنينة فيكم بأن غناكم لن يتأثر رعاية المخاطب وتقوية المعنى المراد لا تجده إلا في القرآن الكريم.

(وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ) (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي) (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) المائدة) تقدم السارق على السارقة بينما لما تحدث عن جريمة الزنى قال (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ (2) النور) قدم الزانية على الزاني في السرقة قدّم المذكّر وفي الزنى قدم المؤنث لأن السرقة الرجال أشد وأقوى وأنسب لهذه المهمة فقدّم، قد تكون المرأة معيلة لكن دورها هامشي مساعد والدور الأساسي للرجل فقدّم السارق على السارقة.

في الزنى المرأة هي التي تفتح الباب بالتبرج والخضوع بالقول ونحو ذلك من الأمور وإذا أغلقت المرأة هذه الأمور انصرف الرجل وانقطع عنها لذلك دور المرأة الأخطر والأهم هنا فقدّم في الزنى الزانية على الزاني وهذا من حكمة الحكيم فسبحان من هذا كلامه سبحان من هذا بيانه!!.

لله مقصد وحكمة في كل بيان وموضع كل حرف وكل كلمة وموضع كل

حركة والمعجزة في كيفية استعمال الحركة أو الحرف أو الكلمة على نحو معجز يستعمله الآخرون على نحو لا يرتقي أبدًا إلى مستوى هذه العظمة وإلى مستوى هذه الدقة فسبحان الله العظيم الذي شرّفنا بهذا القرآن وشرّفنا بهذا البيان (وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) (وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [ الانترنت – موقع إسلاميات - الحكمة من التقديم والتأخير في القرآن الكريم تدبر مع القرآن - د. محمد داوود ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .