أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة التاسعة والسبعـون بعد المائــة في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة التاسعة

والسبعون بعد المائة في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان : 

*التقديم والتأخير عند النحويين:                                      

وعلى هذا الأساس نجد (ابن هشام) يعتمد في حكمه على الجملة كونها اسمية أم فعلية بناءً على تصدُّر المسند أو المسند إليه، ولا عِبرة بما يتقدم عليهما من الحروف، لكنَّ العبرة عنده بما هو صدرٌ في الأصل، يقول: "مرادنا بصدر الجملة، المسندُ أو المسندُ إليه، فلا عبرة بما تقدم عليهما من الحروف، فالجملة من نحو: (أقائمٌ الزيدانِ)، و(أزيدٌ أخوك)، و(لعل أباك منطلقٌ)، و(ما زيدٌ قائمًا) اسمية، ومن نحو: (أقامَ زيدٌ)، و(إِنْ زيدٌ قامَ)، و(قد قامَ زيدٌ)، و(هَلَّا قُمْتَ) فعلية.

والمعتبر أيضًا ما هو صدرٌ في الأصل، فالجملة من نحو: (كيف جاء زيدٌ)، ومن نحو: ﴿ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُون ﴾ [غافر: 81]، ومن نحو: ﴿ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُون ﴾ [البقرة: 87]، و﴿ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ ﴾ [القمر: 7] فعلية؛ لأن هذه الأسماء في نية التأخير، وكذا الجملة في نحو: (يا عبدالله)، ونحو: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ ﴾ [التوبة: 6]، ﴿ وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا ﴾ [النحل: 5] ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ﴾ [الليل:1] فعلية؛ لأن صدورها في الأصل أفعال، والتقدير: أدعو زيدًا، وإن استجارك أحدٌ، وخلق الأنعام، وأقسم بالليل"

وهو ما أكَّده (سيبويه) من قبل حين أقرَّ جواز تقديم المفعول على

الفاعل، لكن مع الحفاظ على البنية الأساسية في الجملة، أو الرتب داخلها، يقول في قولك: (ضَرَبَ عَبْدُاللهِ زَيْدًا): "فإن قدمت المفعول وأخَّرت الفاعل، جرى اللفظُ كما جرى الأول، وذلك قولك: (ضَرَبَ زَيْدًا عَبْدُاللهِ)؛ لأنك إنما أردت به مؤخرًا كما أردت به مقدمًا، ولم تُرِدْ أن تَشغلَ الفعل بأوَّلَ منه، وإنْ كان مؤخرًا في اللفظ، فمن ثَمَّ كان حدُّ اللفظ أن يكون فيه مقدمًا"

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .