أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السابعة والسبعـون بعد المائــة في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السابعة

والسبعون بعد المائة في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان : 

*التقديم والتأخير عند النحويين:                                       يعد التقديم والتأخير أحد أهم مظاهر العدول عن نظام بناء الجملة أو التركيب اللغوي؛ لأنه من أهم المطالب الاستعمالية للغة، يؤكد ذلك "ميلُ اللغة العربية وإمكاناتها في اتجاه حرية الترتيب للكلمات داخل الجملة، وهو ما يؤكده واقع استخدام اللغة ".

وإذا تأملنا حديث النحويين عن التقديم والتأخير، كأحد أهم مظاهر العدول عن نظام التركيب اللغوي، أو الجملة، نجد أنهم مع أهميته لم يخصوه بحديث مستقل، أو أبواب خاصة في النحو العربي، إلا ما جاء عند (ابن السراج) أو (ابن جني) كما سنذكر لاحقًا.

ولذا فإننا "حين نحاول البحث عن نظام الجملة العربية في كتب القدماء من اللغويين، نراهم يشيرون إليه في ثنايا كتبهم إشارات سريعة تكاد تنتظم معظم أبواب النحو".

وهو ما أكده الأستاذ الدكتور تمام حسان حين تحدث عن تناول النحاة العرب للمواقع النحوية المختلفة، فذكر أنهم كانوا " يتناولون كل موقع على حدة، ولا يحيطون بالظاهرة إحاطة شاملة؛ لا من حيث الإحصاء، ولا من حيث الاستقراء "، ثم يعلل ذلك بقوله: "وربما كان السبب في ذلك أن تناولهم للحقائق النحوية، كان يتم من خلال لغة المتون، لا بواسطة طرق البحوث، ففي المتون نرى كل باب من أبواب النحو يتناول حقائقه الخاصة في حال عزلة عن حقائـق الأبـواب الأخرى، فيتقيد بالواقعة المفردة دون النظر إلى الظاهرة الشاملة، إلا في أضيق الحدود".

فإذا تتبَّعنا الأبواب النحوية نجد النحويين في أواخر معظمها يتحدثون عن التقديم والتأخير، سواء الواجب أو الجائز؛ كالحديث عن تقديم المبتدأ أو الخبر وجوبًا، أو جوازًا، وكذلك تقديم الفاعل أو المفعول، كل منهما على الآخر وجوبًا أو جوازًا، وهكذا في أبواب أخر، مثل باب (كان) وأخواتها، و(إن) وأخواتها، والحال، وغير ذلك.

في حين نجد (ابن جني) مثلًا يعقد بابًا في كتابه (الخصائص) يُسميه (بابٌ في شجاعة العربية)، رصَد فيها أهم مظاهر تلك الشجاعة، ومنها: (التقديم والتأخير) الذي عقد له فصلًا خاصًّا، تحدث فيه عن صور التقديم والتأخير في أبواب النحو المختلفة؛ منها المبتدأ والخبر، والفاعل والمفعول، والحال وصاحبها، وغير ذلك، كما عقد بابًا آخر سماه (بابٌ في نقض المراتب إذا عرض هناك عارض) ، تحدث فيه عن تقديم المفعول على الفاعل، وعدَّه قسمًا قائمًا برأسه، فقال إن: "المفعول قد شاع عنهم واطرد من مذاهبهم كثرة تقدُّمه على الفاعل، حتى دعا ذاك (أبا علي) إلى أن قال: إن تقدم المفعول على الفاعل قسم قائم برأسه، كما أن تقدم الفاعل أيضًا قسم قائم برأسه، وإن كان تقديم الفاعل أكثر، وقد جاء به الاستعمال مجيئًا واسعًا، نحو قول الله عز وجل: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء ﴾ [فاطر: 28]"

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .