أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السادسة والستـون بعد المائــة في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السادسة والستون بعد المائة في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان : 

* التائب من الكفر والذنوب قد يكون أفضل ممن تجنبها :

السؤال: التائب من الكفر والذنوب قد يكون أفضل ممن تجنبها

الإجابة: والتائب من الكفر والذنوب قد يكون أفضل ممن لم يقع في الكفر والذنوب، وإذا كان قد يكون أفضل، فالأفضل أحق بالنبوة ممن ليس مثله في الفضيلة، وقد أخبر اللّه عن أخوة يوسف بما أخبر من ذنوبهم وهم الأسباط الذين نبأهم اللّه تعالى، وقد قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي‏}‏‏ ‏[‏العنكبوت‏:‏ 26‏]‏‏.‏ فآمن لوط لإبراهيم عليه السلام

ثم أرسله اللّه تعالى إلى قوم لوط‏. ‏‏

وقد قال تعالى في قصة شعيب‏:‏ ‏{‏‏قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَاشُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ‏.‏ قَدْ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ‏}‏‏‏[‏الأعراف‏:‏ 88-89‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ‏.‏ وَلَنُسْكِنَنَّكُمْ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ‏}‏‏‏[‏إبراهيم‏:‏ 13- 14‏]‏‏. ‏‏

وإذا عرف أن الاعتبار بكمال النهاية، وهذا الكمال إنما يحصل بالتوبة والاستغفار، ولابد لكل عبد من التوبة وهي واجبة على الأولين والآخرين‏. ‏‏ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً‏}‏‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 73‏]‏‏. ‏‏ وقد أخبر اللّه سبحانه بتوبة آدم ونوح ومن بعدهما إلى خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وآخر ما نزل عليه أو من آخر ما نزل عليه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ‏.‏

وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً ‏.‏ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً‏}‏‏ ‏[‏سورة النصر‏]‏، وفي الصحيحين عن عائشة رضي اللّه عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده "سبحانك اللّهم ربنا وبحمدك اللّهم اغفر لي‏"‏ يتأول القرآن‏"‏‏‏. ‏‏

وقد أنزل اللّه عليه قبل ذلك‏:‏ ‏{‏‏لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ‏}‏‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 117‏]‏، وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول "يا أيها الناس توبوا إلى ربكم فوالذي نفسي بيده إني لأستغفر اللّه وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة‏"‏‏، وفي صحيح مسلم عن الأغر المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر اللّه في اليوم مائة مـرة‏"‏‏، وفي السنن عن ابن عـمر أنه قال‏:‏ كـنا نعد لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد يقول "رب اغفر لي وتب على إنك أنت التواب الغفور‏"‏‏ مائة مرة‏. ‏‏

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .