أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الواحدة والستـون بعد المائــة في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر
نبذة عن الصوت
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الواحدة والستون بعد المائة في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان :
* ذكر الله - مرج البحرين :
الجواب :﴿ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ﴾ وقال تعالى :﴿ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾[ سورة الأعراف : 34 ]
وقال : ﴿ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا﴾[ سورة المؤمنون : 99-100 ] الرفض ، كلا .﴿ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾
ماهو عملك في الدنيا ؟، وما حجمه ، وماهو مقدار التضحية التي بذلت من أجله ؟......
أيها الإخوة المؤمنون ؛ الإمام الغزالي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ ، سأله بعضهم أن ينصحه فقال : ألتمس مني أخ كلاماً في معرض النصح والوعظ ، وقولاً وجيزاً فيما يجب على المكلف اعتقاده في قواعد الدين ، أما الوعظ :
فلست أرى نفسي أهلاً له ، الإمام الغزالي يقول أما الوعظ فلست
أرى نفسي أهلاً له ، لأن الوعظ زكاة نصاب الاتعاظ ، ومن لا نصاب له كيف يخرج الزكاة ؟ وفاقد النور ، كيف يستنير به غيره ، ومتى يستقيم الظل والعود أعوج ، وقد أوحى الله تعالى إلى عيسى بن مريم عظ نفسك فإن اتعظت ، فعظ الناس وإلا فاستحي مني ، دققوا كلام يكتب بماء الذهب قال عليه الصلاة والسلام : تركت فيكم واعظين : ناطق وصامت ؛ تركت فيكم إلى يوم القيامة ، واعظين ناطق وصامت ، فالناطق هو القرآن ، والصامت هو الموت ، وفيهما كفاية لكل متعظ ، ومن لم يتعظ بهما ، فكيف يعظ غيره ، ولقد وعظت بهما نفسي ، كيف خاطب الغزالي نفسه ، قال : ولقد وعظت بهما نفسي ، فصدقت وقبلت قولاً وعقلاً ، فقلت لنفسي ، أما أنت مصدقة بأن القرآن هو الواعظ الناطق ، وأنه الناصح الصادق ، فإن كلام الله المنزل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، يقول :﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
[ سورة هود : 15 ـ 16 ]
ماذا يريد ؟ الحياة الدنيا وزينتها ، كلام القرآن الكريم ، كلام الله رب العالمين .﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا ﴾
يصـبح غنياً كما يريد ، يصـبح ذا حول وطول كما يريد ، يعيش حياة ناعمة كما يريد .
(( ألا يا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا ، جائعة عارية يوم القيامة ))[ رواه البيقهي عن أبي البجير تصحيح السيوطي: حسن ]
﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ يخاطب الغزالي نفسه ، يقول : فقد وعدك الله بالنار على أرادة الدنيا،وكل ما لا يصحبك بعد الموت فهو من الدنيا .
تقييم دقيق ، أي شيء لا يصحبك إلى القبر فهو من الدنيا ، فالبيت من الدنيا والزوجة من الدنيا ،والأولاد من الدنيا،والمال من الدنيا،والجاه من الدنيا .
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .