أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة التاسعة والأربعـون بعد المائــة في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة التاسعة والأربعون بعد المائة في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان :

* هل إبليس لا زال حيا :

وقد اختلف العلماء في قوله تعالى ( إلى يوم الوقت المعلوم ) :

·   فمنهم من قال : أنه يوم البعث ، عند النفخة الثانية .

·   ومنهم من قال : أنه أجل إبليس المكتوب له .

وذهب أكثر أهل العلم : أن المقصود بيوم الوقت المعلوم ، هو يوم موت جميع الخلائق وفنائها عند النفخة الأولى ، وليس النفخة الثانية ، وقالوا : لأنه بعد البعث - النفخة الثانية في الصور - لا يكون هناك موت ، قال تعالى : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ) الزمر / 68 .

قال البيضاوي في تفسيره : " إلى يوم الوقت المعلوم : المسمى فيه أجلك عند الله ، أو انقراض الناس كلهم وهو النفخة الأولى عند الجمهور " تفسير البيضاوي ( 3 / 370 ) .

قال القرطبي رحمه الله في تفسير هذه الآية : " قال ابن عباس : أراد به النفخة الأولى . أي حين تموت الخلائق . وقيل : الوقت المعلوم الذي استأثر الله بعلمه ويجهله إبليس فيموت إبليس ثم يُبعَث ؛ قال الله تعالى : ( كل من عليها فان ) " تفسير القرطبي ( 10 / 27 ) .

وروى الطبري في تفسيره عن السُدِّي : " ( قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون * قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ) : فلم يُنْظِرهُ إلى يوم البعث ولكن أنظره إلى يوم الوقت المعلوم ، وهو يوم ينفخ في الصور النفخة الأولى فصعق من في السموات ومن في الأرض فمات "  ( 8 / 132 ) .

قال الإمام الشوكاني في تفسير هذه الآيات : " .. ( إلى يوم الوقت المعلوم ) : الذى قَدَّرَهُ الله لفناء الخلائق وهو عند النفخة الآخرة ، وقيل هو النفخة الأولى . قيل إنما طلب إبليس الإنظار إلى يوم البعث ليتخلص من الموت لأنه إذا أنظر إلى يوم البعث لم يمت قبل البعث وعند مجىء البعث لا يموت فحينئذ يتخلص من الموت فأجيب بما يبطل مراده وينقض عليه مقصده وهو الإنظار إلى يوم الوقت المعلوم وهو الذى يعلمه الله ولا يعلمه غيره " فتح القدير ( 4 / 446 ) .

فهذا يدل على أن إبليس - لعنه الله - ما يزال حياً ، وأنه ما يزال يُفسد في الأرض ويُضِّل الناس عن سبيل الله . وأنه ليس مُخلداً إلى يوم القيامة ، بل له أجل سوف يموت فيه ، والله أعلم بهذا الأجل ، قال تعالى : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْت ) وقال تعالى : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجهُ رَبِّكَ ذُو الجَلاَلِ وَالإِكْرَام ) .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .