أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السادسة والعشرون بعد المائــة في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السادسة والعشرون بعد المائة في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان :

*{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لَايَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖوَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}:

قيل في التفسير الميسر : ولكل جماعة اجتمعت على الكفر بالله تعالى

وتكذيب رسله -عليهم الصلاة والسلام- وقت لحلول العقوبة بهم، فإذا جاء الوقت الذي وقَّته الله لإهلاكهم لا يتأخرون عنه لحظة، ولا يتقدمون عليه.

وقال السعدى : أي: وقد أخرج اللّه بني آدم إلى الأرض، وأسكنهم فيها، وجعل لهم أجلا مسمى لا تتقدم أمة من الأمم على وقتها المسمى، ولا تتأخر، لا الأمم المجتمعة ولا أفرادها.

وقال الطنطاوي : أى: لكل أمة من الأمم ولكل جيل من الأجيال مدة

من العمر محدودة في علم الله، فإذا ما انتهت هذه المدة انقطعت حياتهم وفارقوا هذه الدنيا بدون أى تقديم أو تأخير.

وليس المراد بالساعة هنا ما اصطلح عليه الناس من كونها ستين دقيقة، وإنما المراد بها الوقت الذي هو في غاية القلة.

ثم أورد القرآن بعد ذلك النداء الرابع والأخير لبنى آدم، وحضهم فيه على اتباع الرسل، والسير على الطريق المستقيم فقال:

وقال البغوى : ( ولكل أمة أجل ) مدة ، وأكل وشرب . وقال ابن

عباس وعطاء والحسن : يعني وقتا لنزول العذاب بهم ، ( فإذا جاء أجلهم )

وانقطع أكلهم ، ( لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) أي : ولا يتقدمون . وذلك حين سألوا العذاب فأنزل الله هذه الآية .

وقال ابن كثير : يقول تعالى : ( ولكل أمة ) أي : قرن وجيل ( أجل فإذا جاء أجلهم ) أي : ميقاتهم المقدر لهم ( لا يستأخرون ساعة ) عن ذلك ( ولا يستقدمون ) .

وقال القرطبى : قوله تعالى{ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون

ساعة ولا يستقدمون } فيه مسألة واحدة :

قوله تعالى { ولكل أمة أجل} أي وقت مؤقت .

فإذا جاء أجلهم أي الوقت المعلوم عند الله عز وجل . وقرأ ابن سيرين ( جاء آجالهم ) بالجمع لا يستأخرون عنه ساعة ولا أقل من ساعة ; إلا أن الساعة خصت بالذكر لأنها أقل أسماء الأوقات ، وهي ظرف زمان .

ولا يستقدمون فدل بهذا على أن المقتول إنما يقتل بأجله . وأجل الموت هو وقت الموت ; كما أن أجل الدين هو وقت حلوله . وكل شيء وقت به شيء فهو أجل له . وأجل الإنسان هو الوقت الذي يعلم الله أنه يموت الحي فيه لا محالة . وهو وقت لا يجوز تأخير موته عنه ، لا من حيث إنه ليس مقدورا تأخيره . وقال كثير من المعتزلة إلا من شذ منهم : إن المقتول مات بغير أجله الذي ضرب له ، وإنه لو لم يقتل لحيي . وهذا غلط ; لأن المقتول لم يمت من أجل قتل غيره له ، بل من أجل ما فعله الله من إزهاق نفسه عند الضرب له . فإن قيل : فإن مات بأجله فلم تقتلون ضاربه وتقتصون منه ؟ قيل له : نقتله لتعديه وتصرفه فيما ليس له أن يتصرف فيه ، لا لموته وخروج الروح ; إذ ليس ذلك من فعله . ولو ترك الناس والتعدي من غير قصاص لأدى ذلك إلى الفساد ودمار العباد . وهذا واضح .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .