أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثانية والعشرون بعد المائــة في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية والعشرون بعد المائة في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان :

*الحكمة من التَّقديم وأسراره:

(5) الحث عليه، والحض على القيام به؛ حذرًا من التهاون به؛ كتقديم

الوصية على الدَّيْنِ في قوله: ﴿ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ﴾

 [النساء: 11] مع أن الدَّين مقدمٌ عليها شرعًا.

(6) السبق، وهو إما في الزمان باعتبار الإيجاد، بتقديم الليل على النهار، والظلمات على النور، وآدم على نوحٍ، ونوح على إبراهيم، وإبراهيم على موسى، وهو على عيسى، وداود على سليمان، والملائكة على البشر في قوله: ﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ﴾ [الحج: 75]، وعاد على ثمود، والأزواج على الذرية في قوله: ﴿ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ

وَبَنَاتِكَ ﴾ [الأحزاب: 59].

والسِّنَة على النوم في قوله: ﴿ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ﴾ [البقرة: 255]، أو باعتبار الإنزال؛ كقوله: ﴿ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ﴾ [الأعلى: 19]، ﴿ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ ﴾ [آل عمران: 3، 4]، أو باعتبار الوجوب والتكليف؛ نحو: ﴿ ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا ﴾ [الحج: 77]، ﴿ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ ﴾ [المائدة: 6]، ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 158]؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ((نبدأ بما بدأ اللهُ به)). أو بالذات؛ نحو: ﴿ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ﴾ [فاطر: 1]، ﴿ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ ﴾ [المجادلة: 7]، وكذا جميع الأعداد، كل مرتبةٍ هي متقدمةٌ على ما فوقها بالذات، وأما قوله: ﴿ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ﴾ [سبأ: 46]؛ فللحثِّ على الجماعة والاجتماع على الخير.

(7) السببية؛ كتقديم العزيز على الحكيم؛ لأنه عزَّ فحكَم، والعليم عليه؛ لأن الإحكامَ والإتقانَ ناشئٌ عن العلم، وأما تقديمُ الحكيم عليه في سورة الأنعام فلأنَّه مقامُ تشريعِ الأحكام. ومنه: تقديم العبادة على الاستعانة في سورة الفاتحة؛ لأنها سببُ حصول الإعانة، وكذا قوله: ﴿ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222]؛ لأن التوبة سبب الطهارة. ﴿ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴾ [الجاثية: 7]؛ لأن الإفك سبب الإثم.

﴿ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾ [النور: 30]؛ لأن البصرَ داعيةٌ إلى الفَرْجِ.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .