أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الواحدة والعشرون بعد المائــة في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الواحدة والعشرون بعد المائة في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان :

*الحكمة من التَّقديم وأسراره:

(4) المناسبة، وهي إما مناسبة المتقدم لسياق الكلام؛ كقوله: {وَلَكُمْ فِيهَا

جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} [النحل: 6]؛ فإن الجمال بالجمال

وإن كان ثابتًا حالتي السراح والإراحة، إلا أنها حالة إراحتها وهو مجيئها من المرعى آخر النهار يكون الجمال بها أفخرَ؛ إذ هي فيه بطانٌ، وحالة سراحها للمرعى أول النهار يكون الجمال بها دون الأول؛ إذ هي فيه خماصٌ، ونظيره قوله: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا} [الفرقان: 67]

 قدم نَفْي الإسراف؛ لأن الشرف في الإنفاق.

وقوله: ﴿ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا ﴾ [الرعد: 12]؛ لأن الصواعق تقع

مع أول برقةٍ، ولا يحصل المطر إلا بعد توالي البرقات.

وقوله: ﴿ وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 91] قدمها على الابن لَمَّا كان السياق في ذكرها في قوله: ﴿ وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا ﴾ [الأنبياء: 91]؛ ولذلك قدم الابن في قوله: ﴿ وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً ﴾ [المؤمنون: 50]، وحسَّنه تقدُّم موسى في الآية قبله.

ومنه قوله: ﴿ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾ [الأنبياء: 79] قدم الحُكْم وإن

كان العلم سابقًا عليه؛ لأن السياق فيه؛ لقوله في أول الآية: ﴿ إِذْ يَحْكُمَانِ

فِي الْحَرْثِ ﴾ [الأنبياء: 78].

وإما مناسبة لفظٍ هو من التقدم أو التأخر؛ كقوله: ﴿ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ ﴾ [الحديد: 3]، ﴿ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴾ [الحجر: 24]، ﴿ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴾ [المدثر: 37]، ﴿ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ [القيامة: 13]، ﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ﴾ [الواقعة: 39، 40]، ﴿ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ﴾ [الروم: 4]، ﴿ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ ﴾ [القصص: 70]، وأما قوله: ﴿ فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى ﴾ [النجم: 25]؛ فلمراعاة الفاصلة، وكذا قوله: ﴿ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ ﴾ [المرسلات: 38].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .