أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السابعة عشرة بعد المائــة في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السابعة

عشرة  بعد المائة في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان :

* الأغراض البلاغية للتقديم والتأخير :

ج- الخبر: والخبر نوعان:

أحدهما ظاهر غير مشكل: وهو أن يكون الفعل فعلا قد أردت أن تنص فيه على وجه واحد فتجعله له، وتزعم أنه فاعله دون واحد آخر، أو دون كل أحد".

والثاني أن لا يكون القصد إلى الفاعل على هذا المعنى ولكن على أنك أردت أن تحقق على السامع انه قد فعل، وتمنعه من الشك، فأنت تبدأ بذكره، وتوقعه أولا –ومن قبل أن تذكر الفعل– في نفسه .. ومثاله قولك "هو يعطي الجزيل "

د – غير ومثل : وهما مما يرى تقديمهما في الكلام، وقد ذكر علماء البلاغة العربية ان هاتين الكلمتين غير ومثل" تلازمان التقديم في التراكيب

البلاغية إذا أريد بهما الكناية عن الشخص الذي يجري الحديث عنه". وىذلك نحو قول الشاعر أبي فراس الحمداني:

بلى، أنا مشتاق وعندي لوعة *** ولكن مثلي لا يذاع له سر

ونحو قول أبي تمام : وغيري يأكل المعروف سحتا *** وتشحب عنده بيض الأيادي ونحو قول المتنبي في قصيدة يعزي فيها عضد الدولة ابا شجاع في عمته :

مثلك يًثني الحزن عن صوبه *** ويسترد الدمع عن غربه

ولم أقل "مثلًك" أعني بــه سواك يا فردا بلا مشبـــه

6- على سبيل الختم:

وبعد، يبقى موضوع التقديم والتأخير من الموضوعات التي تناولها

الدارسون بالعرض والتحليل للوقوف على مدى شجاعة اللغة العربية في الخروج على المألوف الذي جاء في تركيبهم، ولكن هذا الخروج على المعهود لم يكن ضربا من الخبط والعشوائية، ولكن كان له ما يبرره، وكانت له دواع اقتضاها التعبير أو المقام أو السياق الذي جاء فيه التغيير المتحدث عنه .. ومنها التقديم والتأخير .. لقد كانوا في كل ذلك يستقرئون كلام العرب من منظوم ومنثور، وخاصة القرآن الكريم، والشعر الذي كان وسيبقى ديوان العرب، الذي أرخ لحضارتهم، وكان

خير خازن لكل أسرارهم، وأفضل أمين عليها.

والموضوع متشعب وواسع، ولا يمكن أن يحصر في هذه الصفحات القليلة،. وهو الموضوع الذي أسال الكثير من المداد.

وكما نعرف فأغراض النحو والبلاغة وغيرها من علوم الآلة التي وضعها علماؤنا إنما كان الهاجس الأول وراءها هو خدمةً اللغة العربية للحفاظ عليها من الدخيل، والسقيم، ومما يشوب التعبير السليم، وبالتالي كانت كلها في خدمة القرآن الكريم الذي نزل باللغة العربية، لغة أهل الجنة.

[الأنترنت – موقع التقديم و التأخير في بلاغة العرب: الأغراض البلاغية للتقديم والتأخير - عبد الكريم الدخيسي]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .