أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الواحدة والثلاثـون في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر
نبذة عن الصوت
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والثلاثون في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان :
*ثانياً : ما قدم والمراد به التأخير
وهذا النوع مشكل ظاهرا ، فلما اتضح ما به من تأخير زال ما به من إشكال .
وقد تناول هذا النوع العديد من البلاغيين ؛ فالزركشي يجعل لهذا النوع
دلالتان تدلان عليه هما :
1- ما يدل عليه الإعراب،مثل تقديم المفعول على الفاعل نحو قوله تعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}سورة فاطر آية رقم ( 28 ) .
وتقديم الخبر على المبتدأ كقوله تعالى : { وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ } سورة الحشر آية رقم ( 2 ) وغير ذلك مما يجب في الصناعة النحوية .
2- ومنه ما يدل عليه المعنى نحو قوله تعالى : { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ } سورة الجاثية آية رقم ( 23 ) . يقول الزركشي : " أصل الكلام : ( هواه إلهه ) كما تقول : ( اتخذ الصنم معبودا ) لكن قدم المفعول الثاني على الأول للعناية ، كما تقول : ( علمت منطلقا زيدا ) لفضل عنايتك بانطلاقه " ( ). ونحو قوله تعالى:{ فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} سورة الأعلى آية رقم ( 5 ) . يقول الزركشي:" أي:أحوى غثاء ، أي : أخضر يميل إلى السواد ، والموجب لتأخير ( أحوى ) رعاية الفواصل " .
هذا وقد دلل الإمام الزركشي على وجود هذا النوع بـ ( 46 ست
وأربعين آية ) مما أتاح له الفرصة لأن يدقق رأيه في ثنايا هذا التحليل ،
ويوضح ما في هذه الآيات من نكات التقديم .
ويتعرض الإمام السيوطي لهذا النوع من " التقديم والتأخير المعنوي" ودلل عليه بالعديد من الآيات القرآنية ، نحو قوله تعالى :
{ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً } سورة النساء آية رقم ( 83 ) . يقول السيوطي : " هذه الآية مقدمة ومؤخرة ، إنما هي أذاعوا به إلا قليلا منهم ، ولولا فضل الله عليكم ورحمته ، لم ينج قليل ولا كثير" .
ونحو قوله تعالى:{ فَقَالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً } سورة النساء آية رقم (153) . يقول: " قال ابن عباس : ( إنهم إذا رأوا نفسه رأوه ، إنما قالوا : ( جهرة أرنا الله ) . قال : هو مقدم ومؤخر . قال ابن جرير : ( يعني أن سؤالهم كان جهرة ) " .
تلك هي أهم إحاطات العلماء بهذا النوع من " التقديم والتأخير المعنوي "
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .