أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السابعة والعشرون في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة

والعشرون في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان :

*أسلوب التقديم والتأخير المعنوي :

أما العلوي فيتناول المسألة نفسها من خلال إشارته إلى أن للمعاني في التقديم أحوال خمسة هي  :                                          الأول : تقدم العلة على المعلول ، مثل تقدم السراج على ضوئه .

والثانية : التقدم بالذات ، نحو تقدم الواحد على الاثنين .

والثالثة : التقدم بالشرف ، نحو تقدم الأنبياء على الأتباع ، والعلماء على الجهال .

والرابعة : التقدم بالمكان ، نحو تقدم الإمام على المأموم .

والخامسة : التقدم بالزمان ، نحو تقدم الظلمات على النور ، والجهل على العلم .

وهي كما نرى أسباب مكررة في كتب السابقين ، فلم يأت بجديد في ها المضمار ، وكان له منهج خاص في تحليل الآيات الدالة على سياقات " التقديم والتأخير المعنوي " أشبه ما يكون بالمنهج الفلسفي التاملي . يقول العلوي في تعليقه على قوله تعالى : { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } سورة الحج آية رقم ( 27 ) : " تقديم ( رجالا ) فيه وجهان :

 أحدهما : أن يكون تقدما بالرتبة ،فإن الغالب أن ( الرجالة ) إنما يأتون من الأمكنة القريبة ،و( الركبان ) يأتون من الأمكنة البعيدة ، فلهذا قدم ( الرجالة )  

وثانيهما : أن يكون تقديم ( الرجالة ) لأجل الفضل ، فإن من حج

(راجلا) أفضل ممن حج (راكبا)،فلهذا قال ابن عباس  رضي الله عنهما - :

( وددت لو حججت راجلا ، فإن الله قدم ( الرجالة ) على ( الركبان ) في القرآن) .فدل ذلك على أنه فهم من التقديم في الآية الفضل، فالمعنيان محتملان في الآية كما ترى "  . فالرجل يفتح قلبه وعقله للتأمل الذوقي لفهم السر وراء التقديم في الآية ، وهذا الفهم الجميل هو الذي أتاح له إدراك ( سرَّيْن ) من أسرار التقديم في هذه الآية .

أما ابن القيم فقد نقل في كتابه ( بدائع الفوائد ) كل ما ذكره السهيلي في هذه الجزئية بالنص دون أن يغفل ذكر اسم السهيلي ، بل ويعقب على هذا بذكر فضل السهيلي في هذه المسألة بقوله: " فهذا تمام الكلام على ما ذكره من الأمثلة ، وله – رحمه الله – مزيد السبق ، وفضل التقدم "  . وهذا كل ما فعله  .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .