أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثانية والعشرون في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية

والعشرون في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان :

*أسلوب التقديم والتأخير المعنوي :

هذا وقد جاء اتفاق البلاغيين على تحديد ثلاثة ألوان للتقديم والتأخير المعنوي مستنبطة من سياقات التوظيف في النص القرآني .

هذه الألوان هي :

1 – ما قُدِّم والمعنى عليه ، أي أن هذا التقديم مقصود لأغراض معينة

2 – ما قُدِّم والمراد به التأخير ، ولهذا أشكل ، فلما اتضح ما فيه من تقديم أو تأخير زال إشكاله .

3 – ما قُدِّم في آية وأُخِّرَ في أخرى .

وهذه الألوان حظيت من البلاغيين بالعناية ، ولهذا نفصل القول فيها كلٌّ على حدة :

أولاً : ما قُدِّمَ المعنى عليه :يقصد بهذا اللون أن الكلمة الموظفة في سياق النص القرآني إذا قُدّمت فإنما يكون ذلك لغرض مقصود ومبتغى من وراء هذا التقديم . ولعل أولى الإشارات المفصَّلة التي وردت إلينا في بيان أسباب هذا " التقديم والتأخير المعنوي " كانت في كتاب " الأمالي " للزجاجي إذ يقول : " اعلم أن للأشياء مراتب في التقديم والتأخير ، فمنها ما يكون إما بالتفاضل ، أو بالاستحقاق ، أو بالطبع ، أو على حسب ما يوجبه المعقول ، فإذا سبق معنى من المعاني على الخلد والفكر بأحد هذه الأسباب أو بأكثرها ، سبق اللفظ الدال على ذلك المعنى السابق ، وكان ترتب الألفاظ بحسب ذلك "  .

فقد ذكر الزجاجي هنا أسبابا أربعة للتقديم هي :

1- التقديم بالتفاضل ، أو الفضل والشرف .

2- التقديم بالاستحقاق ، أي يكون الأصل في هذا اللفظ هو التقديم .

3- التقديم بالطبع أو الذات .

4- التقديم بحسب ما يقتضيه العقل . ولعل هذا السبب الرابع يمكن رده إلى السبب الثاني أي " التقديم بالاستحقاق " لكون العقل يحكم للمتقدم بما يستحقه من التقديم .

والسهيلي يأخذ من قول الزجاجي ويضيف إليه ، مفصِّلاَ كل سبب ، ومستشهدا بالآيات القرآنية . يقول السهيلي : " ما تقدم من الكلام فتقديمه في اللسان على حسب تقديم المعاني في الجنان ، والمعاني تتقدم بأحد خمسة أشياء : إما بالزمان ، وإما بالطبع ، وإما بالرتبة ، وإما بالسبب ، وإما بالفضل والكمال ، فإذا سبق معنى من المعاني على الخلد والفكر بأحد هذه الأسباب أو بأكثرها ، سبق اللفظ الدال على ذلك المعنى السابق ، وكان ترتب الألفاظ بحسب ذلك "  .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .