أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة العشـــــرون في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقةالعشرون

في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان :

*أسلوب التقديم والتأخير المعنوي :

هذا بحث موجز عن أسلوب قرآني له من القيم الجمالية في التوظيف الكثير والكثير ... أوردت فيه لمح بعض تلك القيم الجمالية ...

أسلوب التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ الْمَعْنَوِيّ - مقاربة جمالية :

لما كانت علاقات التركيب محكومة بتقريرات النحويين في مسألة الرتبة ، وما تلا ذلك من تناولات البلاغيين لمسألة جماليات " الإسناد " وتحولات السياق بالتقديم والتأخير . لذا كان لابد للنظرة البلاغية أن تتسع لتشمل في دراساتها وبحوثها شكلا آخر من أشكال هذه التحولات التركيبية ؛ لكنه لا يخضع لمقررات وتقنينات النحويين في مسألة " الرتبة " . هذا الشكل الذي عايشه البلاغيون بصورة أدق وأعمق من تناولات النحويين . وقد نبع هذا الشكل من خلال التأملات الذوقية لآيات النص القرآني ؛ هذا التأمل الذي أفرز في بداياته خاطرات تم تسجيلها على هيئة ملحوظات في كتب الإعجاز القرآني ، والتي سرعان ما تنامت لتصل على يد الإمام الزركشي في كتابه " البرهان في علوم القرآن " إلى القدر الذي يمكن معه عدها " علما " استوى على سوقه يعجب الزراع .

إن المقصد هنا هو مبحث " التقديم والتأخير المعنوي " والذي يعد بحق من إعجازات التوظيف في النص القرآني . وأهمية هذا الشكل من " التقديم والتأخير " تكمن في كون أي محاولة للوقوف على أسراره في التوظيف القرآني من المؤكد أنها ستفضي بنا إلى ولوج باب من الفهم التأملي الذوقي للنص القرآني ؛ هذا الفهم سيكون ممزوجا بالرقي الذوقي ، وبالحس التأملي الذي افتقدناه في سياق الانقياد في الفلك المنطقي المدرسي الذي هيمن على مقدرات البلاغة العربية منذ ما بعد الإمام عبد القاهر الجرجاني .

ويرى السهيلي أن " هذا الشكل من التقديم والتأخير أصل يجب الاعتناء به ، لعظم منفعته في كتاب الله تعالى ، وحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذ لابد من الوقوف على الحكمة في تقديم ما قدم ، وتأخير ما أخر نحو : السَّمْعَ وَالْبَصَرَ و الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ  و اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ والْجِنَّ وَالإِنْسَ  في أكثر الآي ، وفي بعضها  الإِنْسِ وَالْجِنِّ  وتقديم ( السماء ) على ( الأرض ) في الذكر ، وتقديم ( الأرض ) عليها في بعض الآي  

وهذا النص الذي ذكره السهيلي هو عين ما ردده المتناولون للمحات " التقديم والتأخير المعنوي " في سياقات النص القرآني .إذ لابد من حكمة كلية تندرج تحتها ( أسرار ) لتوظيف هذا اللون من " التقديم والتأخير "

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .