أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السادســــة في موضـــــــــــــوع المقـــــدم المؤخــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان :

*ما السر في تقدم وتأخر بعض الأقدار؟

لو سألتك : - هل تخلو حياتك من تقديم أو تأخير؟

- هل ذقت التأخير تارة أو التقديم تارة أخرى؟                          - هل تسير حياتك كما تريد و تشتهي بلا أي تأخير أو تقديم ؟

بكل تأكيد؛ستقول:لا؛لأن الحياة من سننها الثابته في الكون التقدم و التأخر!

هل تعلم أنك إذا فهمت هذين الاسمين – المقدم والمؤخر- ستشعر بالحكمة و البصيرة تجاه أمور كثيرة ؟

لنبدأ الآن على بركة الله ونتذوق جمال معرفته جل في علاه ..

*المعنى في اصطلاح العلماء:

قال الخطابي : المقدم هو المنزل للأشياء منازلها، يقدم ما يشاء منها، و يؤخر ما شاء ، قدم المقادير قبل أن يخلق الخلق و قدم من أحب من أوليائه على غيرهم من من عبيده، ورفع الخلق بعضهم فوق بعض درجات ، و قدم من شاء بالتوفيق إلى مقامات السابقين .

و أخَّر من شاء عن مراتبهم و ثبطهم عنها، و أخر الشيء عن حين توقعه لعلمه بما في عواقبه من الحكمه.

لا مقدم لما أخَّر ولا مؤخر لما قدم .

قال ( و الجمع بين هذين الأسمين أحسن من التفرقة) الدليل:

- ما رواه البخاري ومسلم عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنه قال: كَانَ النَّبِيُّ

 صلّى الله عليه وسلّم إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ:

(اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ.. حتّى قال: اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ

خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ،لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ )).

- ما رواه البخاري ومسلم عن أبي موسَى رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ:

( رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي، وَجَهْلِي، وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي كُلِّهِ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَعَمْدِي، وَجَهْلِي وَهَزْلِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ،وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ،وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ).

- ما رواه الترمذي وغيره عن علِيِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم كَانَ يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالسَّلَامِ:

( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ،وَمَا أَنْتَ

 أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ).

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .