أسمـــاء الله الحسنـــى وصفاتــــه الحلقة السادسة والثمانــــــــون في موضــــوع القهار القاهر

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة والثمانون في موضوع (القهار القاهر) وهي بعنوان :

*اسم الله "القاهر/ القهار" تأصيلاً وفقهاً:

لم يخف الله القهار من تطاول على شرائعه بالتسفيه والاستنقاص، فقصد إلى إباحة الخمور، وأكل الربا، وتسهيل القمار، والأكل جهارا في نهار رمضان.

ولم يخف الله القهار، من أباح الشذوذ، ولم ير بأسا بالزنا، ورأى المجون حرية

 شخصية، والخيانة والعبث والتهتك والسفور اقتناعات ذاتية.

ولم يخف الله القهار، من طمع في تغيير أحكام القرآن، بمنع التفاضل في الإرث بدعوى المساواة، وعدم اعتقاد قوة إلهية فوقية بدعوى حرية الاعتقاد، ومن أساغ سب رموز المسلمين ومقدساتهم بدعوى حرية الفكر.

ولم يخف الله القهار، من اغتنى على حساب الفقراء والمعوزين، وملأ جيبه على ظهر الضعفاء والمحرومين، وقوى عضلاته على أشلاء الزمنى والمهزولين، وابتسم على وقع دموع المشفقين المسترحمين.

والله لو علم هؤلاء وهؤلاء حق العلم، أن فوقهم جبارا يمهل ولا يهمل،

﴿ يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُمُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ)، (يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ﴾، ﴿يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا﴾، يوم عَبَّر عنه أحد الحكماء بقوله:

وأُحضِروا للعـرضِ والحسابِ *** وانقطَعَتْ علائقُ الأنسابِ

وارتَكَـمتْ سحـائبُ الأهوالِ *** وانعـجمَ البليغُ في المقالِ

وعنَتِ الوُجـوهُ للقيُّومِ *** واقتُصَّ مِن ذي الظُّلمِ للمظـلومِ

وشهِدَتْ الاَعْضاءُ والجَوارِحْ *** وبدَتِ السَّـوْءاتُ والفضائحْ

وابتُلِيَتْ هنالِكَ السـرائِرْ *** وانكشَـفَ المخفِيُّ في الضمائِرْ

لو استحضروا هذه الآيات والنذر، واتعظوا بمن قبلهم من الظالمين المسرفين، ما تجاوزوا حدودهم، ولا اعتدوا على غيرهم، ولا طعنوا في شريعة ربهم، ولا استهزأوا بسنة نبيهم.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .