أسمـــاء الله الحسنـــى وصفاتــــه الحلقة الخامسة والثمانــــــــون في موضــــوع القهار القاهر
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والثمانون في موضوع (القهار القاهر) وهي بعنوان :
*اسم الله "القاهر/ القهار" تأصيلاً وفقهاً:
والذي ارتقى إلى هذا المستوى الإيماني، يعتصر قلبه لذنوب اقترفها، وتتألم نفسه لعبادة قصر فيها، فيخاف من الجبار أن يؤاخذه بها، فيهرع إلى التوبة، ويسارع فيخاف من الجبار أن يؤاخذه بها، فيهرع إلى التوبة، ويسارع إلى الأوبة. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ، فَقَالَ بِهِ هَكَذَا" البخاري.
إن كانَ جُودكَ لا يَرجُوهُ ذو سَفَهٍ *** فمَن يَجُود على العَاصِينَ بِالكَـرَمِ
ومن حقق هذا الخوف المبني على استحضار اسم الله "القهار"، وجد من نفسه حاجزا عن معصية الله، ومانعا عن الاعتداء على حرمات الله، ووقوفا عند حدود الله.
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: "الخوف المحمود الصادق: ما حال بين صاحبه وبين
محارم الله ـ عز وجل ـ".
وقال أبو عثمان الحيري ـ رحمه الله ـ: "صدق الخوف، هو الورع عن الآثام
ظاهرا وباطنا".
وصدق الخوف مرتبط بمعرفة الخالق ـ سبحانه ـ، فمن عرف قدره، وعظم مكانته في قلبه، واستظل بمعاني قوته وقهره، خافه ووجل منه، واستحيى أن يعصيه أو يتجاوز حدوده.
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: "كلما كان العبد بالله أعلم، كان له أخوف. قال ابن
مسعود رضي الله عنه: (كفى بخشية الله علماً). ونقصان الخوف من الله، إنما هو لنقصان معرفة العبد به. فأَعرف الناس أخشاهم لله.ومن عرف الله،اشتد
حياؤه منه، وخوفه له، وحبه له، وكلما ازداد معرفة، ازداد حياءً، وخوفاً وحباً".
أَهابُكَ إجلالاً وما بك قدرة *** عليَّ ولكن ملء عينٍ حبيبها
وقال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ: "من علم عظمة الإله، زاد وجله، ومن خاف نِقَم ربه، حسن عمله. فالخوف يَستخرج داء البطالة ويشفيه، وهو نعم المؤدِّب للمؤمن ويكفيه".
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .