أسمـــاء الله الحسنـــى وصفاتــــه الحلقة الرابعة والثمانــــــــون في موضــــوع القهار القاهر

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والثمانون في موضوع (القهار القاهر) وهي بعنوان :

*اسم الله "القاهر/ القهار" تأصيلاً وفقهاً:

لما فتحت قبرص،بكى أبو الدرداء.فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: بينما هي أمة قاهرة ظاهرة، إذ عصوا الله، فلقوا ما ترى. ما أهون العباد على الله إذا هم عصوه".

إن ما يجري اليوم في الشام، من بسط يد العتو والجبروت في أرض الله بالفساد، وفي عباد الله بقتل منهم، وتدمير ما يحتاج إلى 400 مليار دولار لإعادة إعمار بيوتهم، في استعراض للقوة، وتفاخر بالكثرة، لهو دليل عن الذهول الكامل عن بطش الله وقهره، الذي جرت سنته ـ سبحانه ـ أنه يملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته.

سُبْحَانَ مَن تَجْرِي قَضَايَاهُ عَلَى *** مَا شَاءَ منها غَائبُ وعِيَانُ

مَلِكٌ لَهُ ظَهْرُ الفَضَاءِ وبَطْنُهُ *** لم تُبْلِ جِدَّةَ مُلْكِهِ الأَزمَانُ

يَبْلَى لِكُلِّ مُسَلَّطٍ سُلْطَانُهُ *** واللهُ لا يَبْلَى لُهُ سُلْطَانُ

إن استحضار معاني اتصاف الله ـ عز وجل ـ بالقهر، يورث المسلم الخوف

من الله، فتستقيم حياته، وتهنأ عيشته، وتعظم سعادته. وإذا تحقق الخوف من الله وحده، هان بجانبه كل جبار، وضعف بإزائه كل متسلط قهار. قال ـ تعالى ـ: ﴿فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾. وقال تعالى : ﴿فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ﴾. وقال ـ تعالى ـ: ﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾. وبين رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، أن خوف الله في الدنيا، أمن ومنجاة في الآخرة، فقال صلى الله عليه وسلم: " يَقُولُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ: وَعِزَّتِي لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ، وَلَا أَجْمَعُ لَهُ أَمْنَيْنِ. إِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا، أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا، أَمَّنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" الصحيحة.

الذي يقرأ القرآن الكريم بتمعن وتدبر، يعلم أنه يقرأ كلام الكبير المتعال، يقرأ

كلام العزيز القهار، يخاطبه ـ سبحانه ـ بالأوامر والنواهي، فيعلم ضعفه وتقصيره، يخبره بلطفه ورفقه، فيستحضر مغفرته ورحمته، فيرق قلبه لذكر الله، وتنهال دموعه بغير استئذان. قال ـ تعالى ـ في وصف هؤلاء المؤمنين المخلصين: ﴿إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً﴾. ويقول ـ عز وجل ـ: ﴿وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً﴾.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .