أسمـــاء الله الحسنـــى وصفاتــــه الحلقة الواحدة والثمانــــــــون في موضــــوع القهار القاهر
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والثمانون في موضوع (القهار القاهر) وهي بعنوان :
*اسم الله "القاهر/ القهار" تأصيلاً وفقهاً:
وزاد من تعميق الوضع غدر يهود بني قريظة، الذين كانوا قد دخلوا في معاهدة
هدنة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانوا يسكنون أسفل المدينة. واشرأبت أعناق المنافقين من داخل المسلمين، حتى قال أحد زعمائهم: "كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط". وقالوا: (مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا). واعتذر بعض المنافقين الآخرين وقالوا: ﴿إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ﴾، أي: غير حصينة، فرد عيهم المولى ـ عز وجل ـ: ﴿وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا﴾.
وفي وصف عجيب لتكالب هذه الفئات الثلاث الغادرة، يقول ـ تعالى ـ: (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ (الأحزاب) وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ (بنو قريظة) وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ (مالت عن كل شيء إلا عن العدو تنظر إليه من شدة الفزع) وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (هم المنافقون) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا).
في هذه الأجواء المرعبة، عرضت للمسلمين كدية صلبة في الخندق، فَأَخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول فقال: "بِسْمِ الله". فَضَرَبَ ضَرْبَةً، فَكَسَرَ ثُلُثَ الْحَجَرِ، وَقَالَ: "الله أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الشَّامِ، وَالله إِنِّي لأُبْصِرُ قُصُورَهَا الْحُمْرَ مِنْ مَكَانِي هَذَا. ثُمَّ قَالَ: "بِسْمِ الله"، وَضَرَبَ أُخْرَى، فَكَسَرَ ثُلُثَ الْحَجَرِ فَقَالَ: "الله أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ فَارِسَ، وَالله إِنِّي لأُبْصِرُ الْمَدائِنَ وَأُبْصِرُ قَصْرَهَا الأَبْيَضَ مِنْ مَكَانِي هَذَا. ثُمَّ قَالَ: "بِسْمِ الله"، وَضَرَبَ ضَرْبَةً أُخْرَى، فَقَلَعَ بَقِيَّةَ الْحَجَرِ فَقَالَ: "الله أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْيَمَنِ، وَالله إِنِّي لأُبْصِرُ أَبْوَابَ صَنْعَاءَ مِنْ مَكَانِي هَذَا". ففرح المسلمون واستبشروا. رواه أحمد.
قال إبراهيم الحربي في "غريب الحديث": "فَقَدْ كَانَ مَا أُرِيِ: فُتِحَتِ الَيَمن فِي حَيَاتِهِ، وَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ الشَّامِ، وَفَتَحَ عُمَرُ العِرَاقَ".
أما الأحزاب، فقد سلط عليهم القوي القهار ريحا شديدة، وملائكة
مُسوَّمة،قال تعالى : ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا
تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾.
اجعـل لربِّك كـلَّ عـزِّك يستقـرُّ ويثْبُتُ *** فإذا اعتززتَ بمن يموتُ فإن عزَّك ميتٌ
ومن كان يزعم "التاريخانية"، فليرجع إلى التاريخ، ينبئه بقهر الله للمتجبرين،
وعلوه على المستكبرين، وعقوبته للمتسلطين. وينبئه كذلك برحمته بعباده المؤمنين، ولطفه بأصفيائه الصالحين.
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .