أسمـــاء الله الحسنـــى وصفاتــــه الحلقة الخامسة والسبعون في موضــــوع القهار القاهر

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والسبعون في موضوع (القهار القاهر) وهي بعنوان :

* القاهر القهار اسمان لله جل جلاله : القهر المطلق :

ومن معاني القهار أن جميع الخلق مقهورون في مشيئته، وهو الذي قهر العباد كلهم بالموت: الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي

 قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (الزمر: 42)، لا نبي، ولا رسول، لا مؤمن ولا كافر، ولا قوي، ولا ضعيف، ولا غني، ولا فقير، ولا صحيح ولا مريض، ولا رفيع ولا وضيع ولا ملك ولا وزير، كلهم ميتون: إنك ميت وإنهم ميتون (الزمر: 30)، وحتى ملك الموت يأتي دوره فيذوق طعم الموت، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام (الرحمن: 27).

هو سبحانه القهار الذي له علو القهر أهلك قوم نوح وقهرهم، وقهر قوم هود وثمود، وقهر فرعون وهامان والنمرود: وأنه أهلك عاداً الأولى وثمود فما أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى والمؤتفكة أهوى فغشاها ما غشى فبأي آلاء ربك تتمارى هذا نذير من النذر الأولى (النجم: 50 56)، وقهر قوم لوط، وقهر من بعد أبا جهل والمشركين، وقهر الفرس ومن بعد الصليبيين، وهو عز وجل قهار لكل متكبر جبار.

ملاذ المظلومين:

هو الواحد القهار ملجأ المستضعفين، وملاذ المظلومين، وهو بالمرصاد لكل متكبر جبار: ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في

 البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد (الفجر: 6 14).

قهره سبحانه وجل شأنه عظيم، وأخذه للمتكبرين أليم، يقصم ظهر الجبابرة، فيقهرهم بالإماتة والإذلال، ويقهر من نازعه في ألوهيته وعبادته، وربوبيته وحاكميته وأسمائه وصفاته: وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون (الزمر: 67).

وكان صلى الله عليه وسلم يتعبد الله باسمه القهار، وتروي السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تضور من الليل قال: لا إله إلا الله الواحد القهار، رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار.

فهو عز وجل الذي لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه، وهو القاهر الذي أسلمت

 إليه كل المخلوقات، ويروي البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن

النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت

 ظهري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك.

والمؤمن يقهر نفسه بالاستغفار والتوبة، ويقهر وسواس الشيطان بالاستعاذة منه ومن وسواسه، ويقهر الجهل بنور العلم، ويقهر كل ظالم جبار بالاستعاذة والاستعانة بالله الواحد القهار، قال تعالى: وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا

إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين (الأعراف: 127 - 128).

والمؤمن الموحد لله باسمه القهار يعفو عند المقدرة عن المسيئين، ويلين للفقراء والمستضعفين، ويكرم اليتامى والمساكين، ولا يرد السائلين: فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر (الضحى: 9 - 10). [ الأنترنت – موقع صحيفة الخليج - القاهر القهار اسمان لله جل جلاله ]

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .