أسمـــاء الله الحسنـــى وصفاتــــه الحلقة التاسعة والخمسون في موضــــوع القهار القاهر

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والخمسون في موضوع (القهار القاهر) وهي بعنوان :

*( القاهر ) و ( القهار ) لا يتنافيان مع رحمته ورأفته بعباده :

أولا :يقول الله عز وجل :(وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) الأنعام/ 18

ويقول سبحانه : ( قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) الرعد/ 16

ويقول سبحانه :(قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) ص/ 65

والقهار صيغة مبالغة من القاهر اسم فاعل ، وهو " الذي يقهر كلّ شيء فيغلبه ويصرفه لما يشاء كيف يشاء ، فيحيي خلقه إذا شاء ، ويميتهم إذا شاء ، لا يغلبه شيء ، ولا يقهره ""تفسير الطبري" (17 /52) .

فالَّذي يقهر جميع الأشياء هو الواحد الَّذي لا نظير له ، وهو الَّذي يستحقّ أن يُعبد وحده كما كان قاهرًا وحده .

يقهر بسلطانه كل شىء ، فتستجيب السماوات والأرض لقهره ، فلا موجود إلا وهو مسخر تحت قهره وقدرته ، عاجز في قبضته .

فهو الغالب على جميع الخلائق ، الذي يعلو في قهره وقوته فلا غالب له ولا منازع له ، بل كل شيء تحت قهره وسلطانه .

قال البيهقي رحمه الله : " القهار هو القاهر على المبالغة ، وهو القادر ، فيرجع معناه إلى صفة القدرة التي هي صفة قائمة بذاته ، وقيل هو الذي قهر الخلق على ما أراد " انتهى ."الاعتقاد" (ص56)

" وقَالَ الْحَلِيمِيُّ : الَّذِي يَقْهَرُ وَلا يُقْهَرُ بِحَالٍ . وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : هُوَ الَّذِي قَهَرَ الْجَبَابِرَةَ مِنْ عُتَاةِ خَلْقِهِ بِالْعُقُوبَةِ ، وَقَهَرَ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ بِالْمَوْتِ " .

"الأسماء والصفات" - للبيهقي (1 /164)

وقال ابن منظور رحمه الله :" والقَهَّارُ من صفات الله عز وجل ، قال الأَزهري : والله القاهرُ القَهّار قَهَرَ خَلْقَه بسلطانه وقدرته وصَرَّفهم على ما أَراد طوعاً وكرهاً ، والقَهَّار للمبالغة . وقال ابن الأَثير : القاهر هو الغالب جميع الخلق " انتهى ."لسان العرب" (5 /120)

وإلى ذلك المعنى أشار ابن القيم رحمه الله ، بقوله في قصيدته النونية :

وكذلك القهار من أوصافه *** فالخلق مقهورون بالسلطان

لو لم يكن حيا عزيزا قادرا *** ما كان من قهر ومن سلطان

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .