أسمـــاء الله الحسنـــى وصفاتــــه الحلقة الخمســــــــــون في موضــــوع القهار القاهر

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخمسون في موضوع (القهار القاهر) وهي بعنوان :

*شرح - اسم - الله – القهار :

القهار، قال بعض المحققين إنه قهار للعدم، فالعدم ما سوى الله عز وجل، ما سوى الله كان عدمًا فأوجده الله فهو ممكن، وهذا الشيء الموجود بقدرة الله

 عز وجل لا يستمر إلا بقدرة الله، قال الله تعالى:﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ

 وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾] سورة فاطر: 41[.

السماوات والأرض هذا تعبير قرآني عن الكون، الكون كله كواكب ونجوم

ومجرات، الكون كله يتحرك وإذا لم يكن يتحرك لأصبح الكون كله كتلة واحدة، والدليل أن هناك قوى التجاذب بين الكواكب والنجوم والمجرات والمذنبات، قوى التجاذب تقول إن النجم الأكبر يجذب الأصغر، وهذا الجذب يتناسب مع الكتلة ومع مربع المسافة، والقانون معروف " جداء الكتلتين مضروب بمربع المسافة " هذه قوة الجذب، قوة الجذب لا ترى بالعين كما لو جِئت بمغناطيس ووضعت مسمارًا وحركت المغناطيس يتحرك المسمار، فهناك قوة وجذب، وقوى التجاذب هذه أودعها الله في الكون لحكمة بالغة فلو لم يتحرك الكون لأصبح الكون كله كتلة واحدة، يعني الكوكب الأكبر جذب الأصغر، فما الذي يمنع؟ فمثلًا أمسك وعاء ماء وأدره دائرية فإنك تستغرب، إذا كان في الأعلى وفيه ماء فلماذا لا ينزل الماء فقوة النبذ تمنعه من النزول، وكثير من الآلات أساسها القوة النابذة كتجفيف الثياب في الغسالات، وآلات عصر الفواكه. إذًا مع الدوران ينشأ قوة نابذة، هذه القوى النابذة تكافئ القوى الجاذبة، فلولا أن الكون يتحرك لأصبح كله كتلة واحدة.

الأرض تدور حول الشمس منذ ملايين السنين فلم تنجذب إلى الشمس قال الله تعالى:﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾] سورة فاطر: 41[.

معنى أن تزولا، يعني أن تنحرف عن مسارها، والذي قهر هذه النجوم وجعلها تبقى على مسارها؟ الله عز وجل، فالله عز وجل قهار للعدم، فهذا الشيء الذي خلقه أصله لا شيء إذًا هو أصله العدم سبقه العدم وينتهي إلى فناء، كل شيء يسبقه العدم وينتهي إلى فناء فهو ممكن، أما الله سبحانه وتعالى فهو واجب الوجود، لا أول له ولا آخر له، هو الأول بلا بداية والآخر بلا نهاية.

ربنا سبحانه وتعالى قهار للعدم بمعنى أن هذا الممكن ممكن بقدرة الله وممكن بإمداد الله وممكن بتسيير الله، وفي أي لحظة يوقف الله عز وجل عن هذا الممكن تجليه وإمداده ينعدم الممكن، هذا معنى قوله تعالى:

﴿اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ﴾] سورة البقرة: 285[. يعني قيام كل شيء في الكون بالله عز وجل،

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .