أسمـــاء الله الحسنـــى وصفاتــــه الحلقة التاسعة والأربعـون في موضــــوع القهار القاهر

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والاربعون في موضوع (القهار القاهر) وهي بعنوان :

*شرح - اسم - الله – القهار :

هناك أشخاص يقرؤون بعض الكتب، التي تتحدث عن مكر اليهود في العالم، يقول لك هذا المخطط يهودي.

اليهود بشر يخططون يمكرون من أخبث خلق الله مكَّارون خدَّاعون ولكن الفعل ليس إليهم، الفعل فعل الله، فإذا آمنت بأنهم فعالون وأن كل ما يجري في العالم من تخطيطهم لقد ألَّهتهم وأنت لا تدري، لكن أحيانًا يقع في الأرض شيء مما خططوه، فالله عز وجل قد يستخدم نيتهم الخبيثة في تأديب بعض العباد بدليل قوله تعالى:﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾] سورة الأنعام: 129[.

حينما تقول: فلان يفعل ووقعت في الشرك وأنت لا تدري، والصواب أن تقول:﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾] سورة يوسف: 21[. (أنت تريد وأنا أريد فإذا سلمت لي في ما أريد كفيتك ما تريد وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد ).

القهر في اللغة يعني الغلبة، قهره أي غلبه، أو صرف الشيء عن طبيعته طبيعة قوية قهرية، وجعلته ضعيفًا على سبيل الإلجاء، قال تعالى: ﴿وأما الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ﴾] سورة الضحى: 9[.

ودائمًا وأبدًا هناك أسماء إذا سمي الإنسان بها فهي صفة ذم، وإذا كانت من أسماء الله فهي اسم من أسماء الله الحسنى.

إنسان بحاجة إلى مساعدة وتوجه إلى إنسانين: الأول غني ممتلئ، والثاني فقير، فقال له: أنا أعطيك أنا أمنحك، هو لا يملك شيئًا كذب عليه، فهذا نقص بحقه، فلو قال له أنا لا أملك شيئًا أنا فقير، فالكمال بحقه أن يكون صادقًا، أما الغني لو قال له أنا لا أملك شيئًا أنا فقير وهو يملك وبإمكانه أن يعينه فقد كذب وهذا نقص في حقه، فالمتكبر إذا لجأ إليه العباد يعطيهم كل حاجاتهم، قال الله تعالى: ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ، وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ،وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾] سورة الضحى: 9-11[والقهار على وزن فعَّال مبالغة من القاهر فيقتضي تكثير القهر التكثير العددي لأن التكثير النوعي لا يليق بحضرة الله تعالى.

كلكم يعلم أن لله عز وجل أسماء ذات وأسماء صفات وأسماء أفعال، قال

 العلماء: القهر قدرة على وصف مخصوص، كما أن الرحمة إرادة على صفة مخصوصة،والقاهر هو القادر على منع غيره أن يفعل بخلاف ما يريد، يعني صفة لله عز وجل في ذاته، قدرة على نحو مخصوص يمنع الآخرين عن أن يفعلوا ما يريدون، مشيئته هي النافذة، أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، والاسم القهار له علاقة وشيجة بالتوحيد، الذي كما يقول العلماء، ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد.

فإذا قلنا إن اسم القهار هو قدرة على نحو مخصوص من أسماء الذات، وإذا قلنا هو فعل يمنع الآخرين عن أن يفعلوا ما يريدون فهو من أسماء الأفعال.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .