أسمـــاء الله الحسنـــى وصفاتــــه الحلقة الخامسة والأربعـون في موضــــوع القهار القاهر

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والاربعون في موضوع (القهار القاهر) وهي بعنوان :

*شرح - اسم - الله – القهار :

إذًا بالحواس نحس، وبالفكر ندرك، وبالقلب نعقل، هذه الحواس وذاك الفكر

 وذاك القلب هي القوة الإدراكية في الإنسان، ولو أغفلنا جانبًا الإنسان الإدراكي

 لصار بهيمة من البهائم فالإنسان لولا العلم لكان كالبهيمة تمامًا.

الحقيقة الثانية التي أتمنى عليكم أن تعقلوها هو أن العلم في الإسلام ليس هدفًا بذاته قال عليه الصلاة والسلام:) تعلموا ما شئتم فوالله لن تؤجروا حتى تعملوا بما علمتم (قد يحصل انحراف في طلب العلم فيصبح العلم هدفًا بذاته، أما المؤمن دائمًا يرى أن العلم لذاته غير مطلوب، ولكن العلم مطلوب لغيره، تتعلم من أجل أن تعمل من أجل أن تطبق وهكذا قال عليه الصلاة والسلام:) تعلموا ما شئتم فوالله لن تؤجروا حتى تعملوا بما علمتم (وفي حديث آخر:) كل علم وبال على صاحبه ما لم يعمل به (في ضوء هاتين المقدمتين. الإنسان فيه قوة إدراكية تتمثل بالحواس وبالفكر وبالقلب، والعلم في الإسلام ليس هدفًا لذاته بل هو وسيلة لتطبيق منهج الله عز وجل.

والحقيقة الثالثة :هو أن في الإنسان جانب انفعالي، وفيه جانب إدراكي فيه جانب مادي، الجانب المادي: مشترك بين الحيوان والإنسان، الإنسان يأكل والحيوان يأكل، والإنسان يتعب وينام والحيوان يتعب وينام، بل إن أكثر الحيوانات تتفوق على الإنسان في بعض الخصائص.

اسم القهار: مرَّ معنا سابقًا أن أسماء الله الحسنى لا تتغير في مستوياتها،

الطبيب أحيانًا يكون لديه معلومات محددة فيعالج مريضًا في ضوء معلوماته، وبعد ما يأخذ شهادة أعلى أصبحت معالجته أدق في ضوء ما كسبه من علم جديد فكلما ارتقى علمه ارتقى مستوى معالجته، إذا انطبق هذا على الإنسان فإن هذا لا يجوز أن ينطبق على أسماء الله الحسنى فأسماء الله الحسنى لا تفاوت فيها، فكيف يأتي اسم غير مبالغ به كالقاهر، لقوله تعالى:

﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ﴾] سورة الأنعام: 61[.﴿يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾] سورة غافر: 16[.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .