أسمـــاء الله الحسنـــى وصفاتــــه الحلقة الرابعة والثلاثـون في موضــــوع القهار القاهر

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والثلاثون في موضوع (القهار القاهر) وهي بعنوان :

*إنه الله الجبار القهار :

ومن الشركيات اليوم الحلف بغير الله تعالى ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بن عمر رضي الله عنهما ، عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَدْرَكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فِي رَكْبٍ ، وَعُمَرُ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ ، فَنَادَاهُمْ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فقال : " أَلاَ إنَّ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَنْهاَكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ ، مَنْ كَانَ حَالِفاً فَلْيَحْلِفْ بِاللّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ " [ متفق عليه ] .

ومن الشركيات اليوم ، الذبح لغير الله عز وجل ، والتقرب للأموات من دون

 الله ، والله تعالى يقول : { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ

 الْعَالَمِينَ } [ الأنعام162 ] .

ومن وسائل التعدي على الله تعالى ، قتل أولياء الله عز وجل ، وإظهار العداء لهم ، لأنهم تمسكوا بشرع الله ، واتبعوا هدي نبيه صلى الله عليه وسلم ، فكيف تنتصر أمة تعادي دين الله عز وجل ، وكيف تقوم لها قائمة ، وهي تسب الله ورسوله ، وتلعن دينه وأنبياءه ؟

إن ما نشاهده اليوم على أرض الواقع لهو عقوبة من الله تعالى لنا ، لعلنا أن نتدارك أنفسنا ونعود إلى ديننا الحق ، دين الإسلام القويم ، والصراط المستقيم ، وإلا لحق بنا الأذى ، وأصبحنا صفحات تطوى ، وأثراً بعد عين ، وأمسينا جملة لا محل لها من الإعراب ، ذلكم نتيجة التخلي عن نُصرة دين الله

وانظروا لما نصر المسلمون الأوائل دين ربهم ، وهم قلة ، وليس لديهم من العدد والعتاد ما يقاومون به عدو الله وعدوهم ، ولكن لما كان الأساس عندهم نشر دين الله تعالى ، ونصرته بالغالي والنفيس ، نصرهم الله عز وجل نصراً مؤزراً ، قال تعالى : { كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } [ البقرة249 ] ، وقال سبحانه :{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }[ الأنفال17 ]

وانظروا إلى هذا العتاب من الله تعالى لأوليائه إذا هم تقاعسوا عن نصرة دينه ، والذب عن حياض نبيه صلى الله عليه وسلم ، تأملوا رحمكم الله هذه الآيات الباهرات التي يقول فيها المولى الجبار القهار : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ 38 إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 39 إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ، انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }[التوبة 41] .

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .