أسمـــاء الله الحسنـــى وصفاتــــه الحلقة السادسة والعشرون في موضــــوع القهار القاهر

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة والعشرون في موضوع (القهار القاهر) وهي بعنوان :

* فى القهر والغلبة :

والنّاس وإن كانوا يتنافسون فى أمور الدّنيا فانّ كلّ متغلّب لا يقدرعلى التّغلّب حتّى يكون مرجعه إلى الدّين ويقهر النّاس على ذلك الأصل وبتلك الرّيح ؛ كما نرى ، لو أنّ يهوديا أو نصرانيّا أو من كان من أىّ  ملّة غير ملّة الاسلام ، إن أراد أن يتغلّب فى دار الاسلام ، لما أطاق ذلك ولا قدر عليه. وهم مع إيثارهم أعراض الدّنيا على الآخرة ، غير شاكّين فى أمر الملّة حسب ما قد شرحناه. وكذلك  السّبيل فى سائر الملل ، لا يقدر  أحد أن يرأسهم  حتّى يكون من أهل ملّتهم فى البلدان التى  تغلّبوا عليها.

وما قال الملحد : إنّهم آثروا الدّنيا على الدّين ، لانهم شكّوا فى أمر الدّين ، فهو من أمحل المحال ، وهو ردّ للعيان  ؛ لأنّ المتجاذبين فى أمر الدّنيا والمتنافسين فيها ، مرجعهم إلى الدّنيا ؛ ويجتمعون على كل متغلّب بريح الدّيانة فى كلّ ملّة على ما ذكرنا  ؛ كما نرى من اقتداء هذه الأمّة بمن هو أولى بالخلافة ، وتفويضهم أمر الخلافة إليه. وكذلك من يرى الخلافة فى قريش ، يجعلونها فيمن هو مقدّم عندهم فى الدّين. وهكذا سبيل اليهود فى اقتدائهم بآل داود ؛ وكذلك سبيل كلّ أمّة ، وإن كان الأمر مختلطا عليهم من غلبة الأهواء ، فأصلهم على ما قلنا. وكذلك الملوك فى كلّ أمّة  ، ملكوا  النّاس بريح الدّيانة ، ثم قويت أسبابهم بالتّغلّب ، ومع ذلك فانّهم حملوا النّاس على أحكام الدّين فى كلّ أمّة حتى انتظم أمرهم  ، واستتبّ  أمر العالم بريح الدّين إلى الوقت المعلوم.

وكذلك قول الملحد : إنّه لو لا ما انعقد بين النّاس بأسباب الدّيانات ،لسقطت المجاذبات والمحاربات ، هو أمحل من الأوّل ؛ لأنّ المجاذبات والمحاربات كما قلنا ، هى فى أمور الدّنيا أكثر وأعمّ ، ولو لا الدّين وشرائع الأنبياء الّتي قام بها أمر العالم وانتظم ، لتفانى  النّاس ، ولما قامت فى الأرض سياسة. فبأحكام الأنبياء (ع) قد استقام أمر العالم ؛ وهذا واضح  لا خفاء به ، والحمد لله. [الانترنت – موقع أعلام النبوّة - المؤلف: أبو حاتم الرازي - [فى القهر والغلبة]

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .