أسمـــاء الله الحسنـــى وصفاتــــه الحلقة الثالثة والعشرون في موضــــوع القهار القاهر

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والعشرون في موضوع (القهار القاهر) وهي بعنوان :

* قوله تعالى : {وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِۦ ۚ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ} :

 وإن الإنسان يجد من نفسه توقا إلى العلو إذا ضيق عليه أو نحو ذلك ارتفع قلبه إلى السماء ؛ نعم إن الإنسان كلما دعا يجد من نفسه ضرورة لطلب العلو ما قال (يا الله ) إلا يجد قلبه يرتفع إلى السماء بدون أي دراسة وبدون أي تعليم فهو دليل فطري حتى قيل إن البهائم تقر بذلك ، وفيه الحديث الضعيف أن سليمان بن داوود عليهما السلام خرج مرة يستسقي أي يطلب نزول المطر فوجد نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء تقول " اللهم إنا خلق من خلقك فلا تمنع عنا رزقك" فقال " ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم" فهذا الأثر ضعيف لكن ما يستبعد أن البهائم العجمى تعترف بعلو الله عز وجل

فتبين الآن أن دلالة الأدلة كلها الكتاب والسنة والعقل والفطرة وهناك إجماع على هذا متفقة على علو الله تبارك وتعالى علو مكانة وليس فيه أي نقص وأما تدجيل المنكرين على كتاب الله وسنة رسوله والصحابة والنبي والصحابة بأنه يلزم من ذلك أن يكون جسما فنقول إذا لزم هذا من كتاب الله ومن سنة رسوله فليكن ، وما يضرنا إذا لزم ولا شك أن الله تعالى له ذات مخالفة لذوات المخلوقات من كل وجه (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) حتى في الوجود والحدود مخالف فإن الله لم يزل ولا يزال موجودا بخلاف غيره من المخلوقات فهو حادث بعد أن لم يكن وأي ضرر في هذا لكن إياك أن تتصور هذه الذات العلية لأنك لا تستطيع أن تتصورها بصورة مطابقةاطلاقا كما قال تعالى (( ولا يحيطون به علما ))

و من فوائد الآية الكريمة إثبات العبودية لجميع الخلق لقوله (( فوق عباده )) وهذه العبودية عبودية العبودية الكونية كل الخلق عباد لله تعالى يفعل فيهم ما

يشاء ولا يمكن لأي واحد بر أو فاجر مؤمن أو كافر يستعصي على ربه تعالى من هذه الناحية

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .