أسمـــاء الله الحسنـــى وصفاتــــه الحلقة الواحدة والعشرون في موضــــوع القهار القاهر

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والعشرون في موضوع (القهار القاهر) وهي بعنوان :

* قوله تعالى : {وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِۦ ۚ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ} :

ومعنى القهر فوق العباد أنّه خالق ما لا يدخل تحت قُدرهم بحيث يوجدُ ما لا يريدون وجوده كالموت ، ويمنع ما يريدون تحصيله كالولد للعقيم والجهل بكثير من الأشياء ، بحيث إنّ كلّ أحد يجد في نفسه أموراً يستطيع فعلها وأموراً لا يستطيع فعلها وأموراً يفعلها تارة ولا يستطيع فعلها تارة ، كالمشي لمن خَدِرت رجله؛ فيعلم كلّ أحد أنّ الله هو خالق القُدر والاستطاعات لأنّه قد يمنعها ، ولأنّه يخلق ما يخرج عن مقدور البشر ، ثم يقيس العقل عوالم الغيب على عالم

الشهادة . وقد خلق الله العناصر والقوى وسلّط بعضها على بعض فلا يستطيع المدافعة إلاّ ما خوّلها الله .

والحكيم : المحكم المتقن للمصنوعات ، فعيل بمعنى مفعل ، وقد تقدّم في قوله : { فاعلموا أنّ الله عزيز حكيم } في سورة [ البقرة : 209 ] وفي مواضع كثيرة

والخبير : مبالغة في اسم الفاعل من ( خَبَر ) المتعدّي ، بمعنى ( علم ) ، يقال :

 خبر الأمر ، إذا علمه وجرّبه . وقد قيل : إنّه مشتقّ من الخَبر لأنّ الشيء إذا علم أمكن الإخبار به . [الانترنت – موقع قوله تعالى : { وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِۦ ۚ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ}(الأنعام - 18) ]

وقال ابن عثيمين : قال الله تعالى { وهو القاهر فوق عباده ... }

وفي هذه الآية فوائد :

منها إثبات اسم القاهر لله عز وجل لأنه قال وهو القاهر وجاءت بصيغة أخرى القهار كما قال تعالى (( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ))[غافر:16]

فيستفاد من إثبات الاسم إثبات الصفة وهي القهر لأن كل أسماء الله كلها دالة على معنى واحد أو أكثر لأنها أسماء وأوصاف فهي باعتبار تعيين الذات أسماء وباعتبار دلالتها على المعنى أوصاف ولهذا نقول أسماء الله عز وجل ليست كأسماء بني آدم مثلا فإن بني آدم قد يسمى الإنسان باسم وهو أبعد الناس عن وصفه بخلاف أسماء الله

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .