أسمـــاء الله الحسنـــى وصفاتــــه الحلقة الخامسة عشرة في موضــــوع القهار القاهر
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة عشرة في موضوع (القهار القاهر) وهي بعنوان :
*تلازم وحدانيته وقهره تعالى: وقال ابن القيم –رحمه الله – في نونيته :
والقهر والتوحيد يشهد منهما ******** كل لصاحبه هما عِدلان
ولذلك اقترنا جميعاً في صفا ********* ت الله فانظر ذاك في القرآن
فالواحد القهاَّر حقا ليس في الـ ******** إمكان أن تحظى به ذاتان
وقال الشيخ محمد خليل هراس في شرح النونية : كما أن أدلة التوحيد المثبتة
لانفراده سبحانه بالربوبية والقهر شاهدة كذلك بحدوث كل ما سواه , إذ لو كان معه قديم غيره لكان مستغنياً في وجوده وبقائه عنه , فيكون رباً معه , ومن خصائص الرب أن يستقل بالخلق والإيجاد , فلو كان هناك ربان لحاول كل منهما أن يستقل بالفعل , ولا يتم له ذلك ما دام له شريك مساوٍ له في القدرة , ومكافئ له في الربوبية , فيتمانعان ويتعارضان , فإذا هما عدمان ممتنعان , قال تعالى (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) ( 91-المؤمنون) وحينئذٍ فلابد أن ينفرد أحدهما بالقهر والعلو على الآخر ويكون الآخر عاجزاً مغلوباً , ولهذا كان كل من القهر والتوحيد عدلاً للآخر , ودالاً على صاحبه , فكل واحد قهار , وكل قهار واحد ,وهذا هو سر مجيئهما مقترنين في كتاب الله تعالى كما قال سبحانه في سورة الرعد (قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) (16) وكما قال في سورة الزمر ( لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (4) فصفة القهر والعلو لا يمكن أن يتصف بها اثنان . ا.هـ
وأجاب الحلبي عن هذا الإقتران للاسمين في كتابه (عمدة الألفاظ في تفسير أشرف الألفاظ ) فقال : وغلب ازدواج هاتين الصّفتين وهما الوحدانية والقهر وذلك لمعنى بديع وهو أن الغلبة والإذلال من ملوك الدنيا إنّما يكون بأعوانهم وجندهم وعددهم وعدتهم"ضم العين" والله تعالى يقهر كل الخلق وهو واحد أحد فرد صمد مستغن عن ظهير سبحانه والله أعلم" [الأنترنت – موقع منتدى التوحيد - تلازم وحدته وقهره تعالى (الواحد القهار)]
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .