أسمـــاء الله الحسنـــى وصفاتــــه الحلقة الثامنة في موضــــوع القهار القاهر

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة في موضوع (القهار القاهر) وهي بعنوان :

*حظ المؤمن ودعائه ربه سبحانه وتعالى باسمه القهار:

    أما الدعاء فقد ورد أن النبي كما تقدم معنا كان يدعو الله تعالى بهذا الاسم إذا تضور من الليل (أي إذا تقلَّب من الليل ) فيقول: «لا إله إلا الله الواحد القهار، رب السموات و الأرض و ما بينهما العزيز الغفار» (الألباني صحيح). 

وذكر الله سبحانه وتعالى وصفه هذا على لسان نبي الله يوسف قال {يَا

صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [يوسف:39].

وهذا استفهام تقريري يدل على دعاء المسألة والعبادة معًا أي أراد يوسف دعاء الله وحده لا شريك له وعبادته وخلع ما سواه من الأوثان التي يعبدها قومه. وهو قال هذا الكلام لأصحاب السجن الذين هم مقهورون بقهر عزيز مصر فاختار من أسماء الله وهو يعرفهم عليه ما يلائم حالتهم.

*وأما حظ المؤمن من هذا الاسم: فأول شيء يستفيده العبد من قهر الله سبحانه وتعالى أن يقهر نفسه، وهذا يكون بالاستغفار والتوبة. فالنفس كي تلجمها وتعلو عليها تحتاج إلى مجاهدة عظيمة والذي يذلل لك هذا هو التوبة والاستغفار.

فهما يجعلا نفسك مقهورة وذليلة بين يديك فتستطيع أن تتغلب عليها.

وكذلك يقهر العبد وساوس الشياطين وذلك بالاستعاذة، ويقهر الشبه والجهل وذلك بنور العلم واليقين،  ويقهر كل ظالم جبار يخافه وهذا بالاستعاذة بالله الواحد القهار قال سبحانه {وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ  وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ} [الأعراف:127] فماذا قال موسى؟ {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف:128].  

وهذه الآية لكل مستضعف في كل زمان ومكان، فالطريق إلى التمكين أن نلجأ بقلوبنا ونطرح أمرنا كله على الله سبحانه وتعالى فلا يوجد في قلوبنا أي التفات إلا له. وأن نصبر، فإن النصر مع الصبر، والأمر يحتاج إلى مُصابرة على تجرع مرارة الأقدار.

فإن حدث وجبت السنة الكونية {...وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف:128]، فإذا تحققت هذه الشروط الثلاث في أي مستضعف.

 1-الاستعانة بالله 2-والصبر 3- والتقوى لله فلم يعد يخاف إلا الله ولا يخشى أحدا إلا الله ولا يخشى فيه لومة لائم، عز وكانت له الغلبة.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .