أسمـــاء الله الحسنـــى وصفاتـــه الحلقة الثالثة في موضـــوع القهار القاهر

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثالثة في موضوع (القهار القاهر) وهي بعنوان :*معنى القاهر القهار :

     وفي الحديث أن النبي  كان يقول: «إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة. ثم اضطجع على شقك الأيمن. ثم قل : اللهم إني أسلمت وجهي إليك. وفوضت أمري إليك. وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك. لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك. آمنت بكتابك الذي أنزلت. وبنبيك الذي أرسلت.   واجعلهن من آخر كلامك. فإن مت من ليلتك، مت وأنت على الفطرة» قال فرددتهن لأستذكرهن فقلت : آمنت برسولك الذي أرسلت. قال: قل آمنت بنبيك الذي أرسلت . وفي رواية : وزاد في حديث حصين : وإن أصبح أصاب خيرًا (صحيح مسلم)، فأنت تفر إليه وكل شيء تفر منه إلا الله فإن فرارك إليه. فلا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه..

 والقاهر: التضعيف فعَّال تعطي معنى مبالغة وكثرة فالقهار هو الذي له علو القهر باعتبار الكثرة والتعيين في الجزء أو باعتبار نوعية المقهور، فالعباد كلهم في قهر كلي وفقا لاسم القاهر قال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام:18]، أي لكل المخلوقات، أما القهر الجزئي على الأفراد فهو بالقهَّار فتقول يقهر فلان الظالم. أما باعتبار نوعية المقهور فهو سبحانه قهار للظلمة و الجبابرة و المتكبرين في الأرض، أهلك قوم نوح وقوم هود وثمود وقهر فرعون وهامان. يقول الله {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى} [النجم:50]،  {وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى} [النجم:51]،  {وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى} [النجم:52]، {وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى} [النجم:53]،  {فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى} [النجم:54]، {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكَ تَتَمَارَى} [النجم:55]،  {هَذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَى} [النجم:56]. 

 وهذه الآيات توحي بأن الله سبحانه وتعالى له هذا القهر فقهر قوم لوط وقهر أبا جهل وقهر المشركين وقهر الفُرس والصليبيين فالله سبحانه وتعالى قهَّار لكل متجبر ظالم، يقهرهم بالإماتة والإذلال ويقهر من نازعه في صفة من صفات ألوهيته وعبادته وربوبيته ومن نازعه في أسمائه وصفاته جل جلاله. {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} [الفجر:6]،  {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} [الفجر:7]، {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} [الفجر:8]، {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} [الفجر: 9 ] {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ} [الفجر:10]، {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ} [الفجر:11] {فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ} [الفجر:12] {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} [الفجر:13]،  {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر:14]. [الأنترنت – طريق الإسلام – شرح وأسرار الأسماء الحسنى – اسما الله القاهر والقهار]

وقال ابن كثير في قوله تعالى : ( القاهر فوق عباده ) أي : هو الذي خضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة، وعنت له الوجوه وقهر كل شيء ، ودانت له الخلائق وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعظمته وعلوه وقدرته على الأشياء ، واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت قهره وحكمه . [موقع الكلم الطيب]

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .