أسمـــاء الله الحسنـــى وصفاتـــه الحلقة الثانية في موضـــوع القهار القاهر

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية في موضوع (القهار القاهر) وهي بعنوان :

*معنى القاهر القهار :

في لسان العرب (قهر) القهر الغلبة والأخذ من فوق، وتقول أخذتهم قهرا. أي:

 من غير رضاهم. [الأنترنت – موقع د أمير حداد ]

و(القهَّار) من القهر، وهو الغلبة والأخذ بالقوة يُقال قهره أي غلبه.. قالوا القاهر هو: الذي له علو القهر الكلي المطلق باعتبار جميع المخلوقات وعلى اختلاف تنوعهم، فهو قاهر فوق عباده له علو القهر مقترن بعلو الشأن والفوقية.

وهذا الاسم صيغة مبالغة على وزن الفعَّال. والفرق بين اسم الله القاهر واسمه  القهَّار: قالوا القاهر هو: الذي له علو القهر الكلي المطلق باعتبار جميع المخلوقات وعلى اختلاف تنوعهم، فهو قاهر فوق عباده له علو القهر مقترن بعلو الشأن والفوقية. أي هو سبحانه وتعالى قاهر لجميع خلقه، وبهذه الصفة نثبت له صفة العلو والفوقية فلا يقوى ملك من الملوك أن ينازعه في علوه مهما تمادى في سلطانه وظلمه وإلا قهره القاهر، لأنه إذا كان هذا الملك له الغلبة والقوة والبطش وله العلو في الأرض فيلزم من هذا أن يكون له غلبة على بعض الناس، لكن الله عز وجل فوقه يقهره ،بما له من صفة القهر، فهو غالب على أمره سبحانه وتعالى ولا يستطيع كائن ما كان أن ينازعه في صفته. ولذلك تجد قلب المؤمن مطمئن بهذه الصفة لعلمه أن من قهره إنما قهره بإذن الله لا لأن قاهره له الغلبة المطلقة. وأن الله سبحانه وتعالى إذا قدّر عليه مثل هذا القدر فلا شك أن هذا لحكمة ما.  والمؤمن إذا قدّر عليه الله أن يُقهر لحكمة فيجب أن لا يمس هذا القهر قلبه، فقد يُغلب في الأرض ويهزم كما هو حال أهل الإسلام اليوم لكن هزيمته لا تكون داخلية في نفسه لأنه يعلم أن الله سبحانه وتعالى له صفة القهر المطلقة، فلو شاء أن يخسف بأعدائه الأرض لكان لكنها السنن الكونية والأسباب. إذًا فمهما مُورِسَ من ظلم وقهر على العباد لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يمس ذلك يقينك وإيمانك به سبحانه وتعالى بل تزداد قوة وتوكل وكلما ازددت بلاءًا كلما كان الله عز وجل ألطف بك.

    وفي الخبر: "أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم نعوده في نساء فإذا سقاء معلق نحوه

يقطر ماؤه عليه مما يجده من حر الحمى فقلنا يا رسول الله لو دعوت الله فشفاك، فقال رسول الله  «إن من أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» (مجمع الزوائد:2/295، إسناده حسن)، فإن هذا المعنى يجب أن يرسخ في ذهنك.  ومعلوم أن المقهور يحتمي من ملك بملك ويخرج بخوفه من سلطان أحدهما ليتقوى بالآخر، فالناس على دين ملوكهم الغالب منه يتبعونه ويستظلون بقوته، فهو يحتمي من مُلك بمُلك ويخرج بخوفه من سلطان ليتقوى بالآخر لكن الملوك جميعا إذا كان فوقهم ملكٌ قاهرٌ قادر فإلى من يخرجون وإلى جوار من يلجأون؟يقول تعالى {قُلْ مَن بِيَدِهِ

 مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [المؤمنون:88].

   إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .