أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــة الثامنة بعد الثلاثمائة في موضـــوع المعـــطي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
الثامنة بعد الثلاثمائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :
* اسم الله المعطي والمانع :
إن المؤمن عندما يدرك أن الله -تعالى- متصف بالعطاء والمنع؛ فإن لذلك آثاراً إيمانية في نفسه وفي عقيدته وسلوكه، فيقطع الأمل من المخلوقين، وينزل حوائجه بالمعطي المانع المتفرد بالعطاء والمنع، ومن ذلك:
أن يعلم العبد أن الله لا يمنع ولا يعطي إلا لحكمة؛ فيرضى بما أعطى الله وبما منع؛ فإذا رأيت الله يحبس عنك الدنيا ويكثر عليك الشدائد والبلوى؛ فاعلم أنك عنده بمكان، وأنه يسلك بك طريق أوليائه وأصفيائه، أما تسمع قوله -تعالى-: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ)[الطور: 48]؛ فاصبر لقضاء ربك فإنك بأعيننا, أي: بمرأى ومنظر منا نرى ونسمع ما تقول وتفعل؛ فنحفظك ونحوطك ونحرسك ونرعاك.
ومن هذه الآثار: السخاء بما في اليد وبما يمتلك المرء من مواهب وقدرات؛ سواء كان مالا أو جاه أو منصباً أو علماً، وبذله لمستحقيه وإلا عاجله الله بالعقوبة والمنع والحرمان.
فالمال مال الله -عز وجل-، وهو المعطي على الحقيقة، فمِنْ شُكر الله -عز وجل- في نعمة المال الجودُ به وإعطاؤه مستحقيه، قال الله -عز وجل-: (وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) [لحديد: 7].
وأفضل الناس ما بين الورى رجلُ *** تُقضى على يدهِ للناس حاجاتُ
لا تمنعن يد المعروف عن أحد *** ما دمت مقتدراً فالسعد تارات
واشكر فضائل صنع الله إذ جعلت *** إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم *** وعاش قوم وهم في الناس أموات
ومن ذلك: عدم المنّ بالعطية لأنها من الله -عز وجل- على الحقيقة؛ فهو المعطي والعبد مستخلف فيه للابتلاء؛ كما قال الله -عز وجل-: (وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ)[الأنعام: 165].
ومن هذه الآثار: الشوق إلى عطاء الله العظيم في الآخرة، ذلك العطاء غير المقطوع وغير المنقوص، قال -تعالى-: (وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ)[الواقعة: 27 – 33]؛ نعيم دائم لا ينقطع في وقت من الأوقات. [ الأنترنت – موقع ملتقى الخطباء - اسم الله المعطي والمانع- الفريق العلمي ]
الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته