أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــة الخامسة بعد الثلاثمائة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة بعد الثلاثمائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* اسم الله المعطي والمانع :

أيها المسلمون: الله -سبحانه وتعالى- وحده الذي يملك  المنع والعطاء؛ وكل الخلق إلى كريم عطائه فقراء، وإلى حمايته مبتغون لها؛ لأنهم عاجزون عن حماية أنفسهم وضعفاء.

ولقد سمى الله -تعالى- نفسه بالمانع والمعطي -سبحانه جل في عليائه-, ولعلنا في هذه الخطبة أن نقف مع هذين الاسمين الشريفين:

فالاسم الأول المانع؛ ومعنى ذلك: أي: الذى يمنع البلاء حفظا وعناية، ويمنع

العطاء عمن يشاء ابتلاء أو حماية.

و “المانع” هو الذي يمنع أولياءه ويحوطهم وينصرهم، من المنعة، أو: يمنع من يستحق المنع، من المنع، أي: الحرمان؛ لأنّ منعه  -سبحانه- حكمة, وعطاؤه جود ورحمة، فلا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع.

وقد يكون المانع: الذي يمنع أسباب الهلاك والنقصان بما يخلقه في الأبدان والأديان من الأسباب المعدة للحفظ.

وقد ورد اسم الله “المانع” في السنة النبوية؛ فكان النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ- إِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ وَسَلَّمَ، قَالَ: “لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ“(رواه البخاري ومسلم).

وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- “أنَّه غزا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قِبَل نجد، فلما قفل -أي رجع-  مع أصحابه، أدركتهم القائلة  في واد كثير العضاة، فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتفرق الناس يستظلون بالشجر, فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تحت شجرة، وعلَّق بها سيفه ونمنا نومة، فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعونا، وإذا عنده أعرابي، فقال: “إن هذا اخترط عليَّ سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتًا، فقال: من يمنعك مني؟, فقلت: الله. ثلاثًا“، ولم يعاقبه وجلس”(رواه البخاري)؛ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال للرجل عندما سأله: من يمنعك مني؟، الله، الله، الله، تأكيداً على أن الله هو المانع  -سبحانه-.

وأما اسمه المعطي -سبحانه-  فهو الذي يعطى الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، ولا يعطى الآخرة إلا لمن يحب، وقد يكون باطن المنع العطاء، قد يمنع العبد من كثرة الأموال ويعطيه الكمال والجمال، فالمانع هو المعطى؛ ففي باطن المنع عطاء وفى ظاهر العطاء بلاء.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته