أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــة الواحدة بعد الثلاثمائة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الواحدة بعد الثلاثمائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* أهمية العمل التطوعي  :

 دوافع العمل التطوّعي : هُناك الكثيرُ من الأمور التي تدفعُ الأفراد والهيئات المختلفة للتطوّع وممارسة العمل التّطوعي رغم ما يحتاجه من وقتٍ وجهدٍ

ومال، منها ما يتعلّق بالشّعور الذي يأتي بعد إنهاء العمل التطّوعي، ومنها ما لا يتعلّق به، لكنّ كلّ الدوافع هذه تتكاثف وتتشابك ليأتي في نهاية الأمر التزام ومسوؤلية حقيقية يدفعُ الفرد لبذل كل جهده في هذه الأعمال، ومن هذه الدّوافع ما يلي:

دوافعٌ دينيّة: حيثُ يسعى هُنا الفرد لنيل رضا الله وثوابه. دوافع نفسيّة: حيثُ يسعى هُنا الفرد للشعور بالرّاحة النفسية لكونه قدّم قيمةً حقيقيةً للمجتمع

وشارك في مسيرةِ العطاء.

 دوافعُ اجتماعيّة: حيثُ يسعى الفردُ تطوير المجتمعِ وإنمائه ووضعِ بصمته وأثرهِ في مسيرة العطاء وتحقيق الانتماء له فعلاً لا قولاً.

 دوافعٌ شخصيّة: تتشكّل هذه الدّوافع لأسبابٍ خاصّة بكلّ فرد، وهي ما

تحملهُ على المشاركة في مسيرة العمل التّطوعي وإنجاحها وإنجازها بأفضلِ

شكلٍ ممكن.

 دوافع قيمية: تأتي هذه الدّوافعُ من مجموعةٍ من القيم المغروسة في نفس الفردِ والتي تحثّه على المشاركة وإعانة مجتمعه وتطويره. ولكن؛ يجبُ القولُ أنّ هذه الدوافع لا تتشابه في جميعِ المجتمعات؛ حيثُ تختلفُ المجتمعاتُ في كثيرٍ من الأمور كالفئة العظمى المُشكِّلة لها، والخلفية الثقافية والعلمية للأفراد، ففي المجتمعات المتقدّمة ينخرطُ أبناؤها في الأعمال التّطوعية لدوافع اجتماعيّة في معظم الأحيان؛ لتحقيقِ إنجازاتٍ على صعيد العلاقات المجتمعيّة والتّعامل مع الآخرين ونشرِ الوعي الاجتماعيّ بينهم، بينما إذا قورن الأمرُ بالمُجتمعات النّامية، فلا شكّ في أنّه سيختلفُ بشكلٍ كبير؛ حيثُ يدفعُ الأفراد في هذه المجتمعات غالباً دوافعُ قيمية ولربّما دينية إن كان الدّين ذو منزلةٍ عالية في المجتمع.

 أنواع العمل التطوّعي : يُقسمُ العمل التطوعي إلى قسمين، هُما كالآتي:

العمل التطوّعي المؤسّسي: ويمتازُ هذا النّوع بأنّه ذو تنظيمٍ وتماسكٍ واستمرارٍ عالٍ؛ ممّا يُوسّع دائرة تأثيره لتشمل أكبر فئة ممكنة من المجتمع، ويتطوّع الأفراد ضمن بوتقةٍ مؤسسيّة تطوعية أو خيريّة؛ لأجلِ خدمة المجتمع الذي يعيشون

فيه في المجال الذي يبرعون فيه ويُفضّلونه.

العمل التطوّعي الفرديّ: وهو العملُ الذي يقوم به فردٌ واحدٌ من تلقاء نفسه وبرغبةٍ منه، ومن أمثلته الطّبيب الذي يُقدّم جزءاً من وقته لعلاج المرضى

غير المقتدرين ماليّاً، والطّالبُ الذي يُساعد عجوزاً في قطعِ الشّارع وهو في طريقه لمدرسته، ويُصنّف العمل التطوّعي الفردي إلى مستويين، هُما كالآتي: مستوى الفعلِ التّطوعيّ: وهو الجهدُ المبذول من قبلِ فردٍ برغبةٍ منه بعدَ تفكيرٍ دون أن يكون استجابةً لردّ فعلٍ أو حالةٍ طارئة، ومن أمثلته:

الأفراد الذين ينخرطون في أعمال تطوّعية تتميز بالاستمرارية؛ كالتّطوع في مراكز محو الأميّة مثلاً، أو كمن يُقدّم مالاً لهيئاتٍ خيرية تُعنى بالعناية بكبارِ السّن أو الأيتام، أو كمن يُقدّم وقته وفكرهُ للحديثِ عن قضيّة أو حدثٍ ما يُفيد البشرية أو يزيد من وعي النّاس.

مستوى السلوك التطوّعي: وهو الجهدُ المبذول من قبل شخص برغبةٍ منه استجابةً لحدثٍ أو أمرٍ طارئ أو ردّ فعلٍ مُعيّن، ومن أمثلته أن يُسارع فردٌ لإسعافِ شخصٍ آخر أُصيبَ في حادثٍ ما حصل أمامه، أو يعاجلُ في إنقاذِ شخصٍ يكادُ يغرق، ويقومُ الفردُ بكلّ هذا استناداً على مبادئ وغاياتٍ أخلاقيةٍ وإنسانيّة في نفس المتطوّع، دون انتظارَ مردودٍ ماديّ.

التطوّع في الإسلام  : شجّع الإسلامُ على الانخراط في مسيرة الأعمال التّطوعيّة؛ لكونه يُعززّ تكافل المُجتمعات وانتشارَ القيم الاجتماعية بين أفراد المُجتمع، وقد بيّنت الكثير من الآيات والأحاديثُ النّبويّة ذلك عبرَ سردِ فضلِ أعمال الخير وأثرها، ومنها: قول الله تعالى: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ).

 قولَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: (من كان معه فضلُ ظهرٍ فليَعُدْ به على من لا ظهرَ له، ومن كان له فضلٌ من زادٍ فليَعُدْ به على من لا زاد له).

 قول الله تعالى: (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

[ الأنترنت – موقع موضوع  - أهمية العمل التطوعي  - كتابة محمد مروان ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته